من الوسائل التشخيصية الأساسية الحديثة التي تجرى في مركزنا الطبي في مدينة دبي الطبية لأمراض غدة البروستاتا هي: تصويرها وقياس حجمها وتغيراتها المرضية الالتهابية والتضخمية الحميدة والخبيثة; وفي نفس الوقت فحص المستضد النوعي في البروستاتا(PSA).

يقدم مركز البروفيسور السامرائي خدمات علاج أمراض البروستاتا وتشمل:

1- علاج تضخم البروستاتا الحميد

2- علاج سرطان البروستاتا

3- علاج التهابات البروستاتا الحادة والمزمنة

1- علاج تضخم البروستاتا الحميد

بفضل تقدم العلوم الطبية التشخيصية والعلاجية تغيرت سبل تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض ومن بينها تضخم البروستاتا الحميد الذي يعتبر من المشاكل الصحية الكبرى في الكثير من بلدان العالم بما في البلدان العربية، إذ وفقاً للدراسات العالمية فإن تضخم البروستاتا يعتبر المرض الحميد بين الأمراض التي تصيب الرجال ما فوق عمر الأربعين والتي تؤدي إلى مشاكل وأعراض مرضية في التبول والصحة الجنسية والعامة عند هؤلاء الرجال.

يعتبر التضخم الحميد في البروستاتا حالة مزعجة تصيب الرجال مع تقدم العمر وبنسبة عالية ما بعد سن الأربعين ولكن ليس كل هؤلاء المصابون تكون عندهم أعراض تضيق العنق المثاني الذي تقع تحته مباشرة غدة البروستاتا والتي تحيط بقناة مجرى البول مشكلة حلقة حولها، حيث تزداد نسبة أعراضه بازدياد حجم التضخم.

علاقة العنق المثاني وتطويق غدة البروستات للمجرى البولي

تضيق المجرى البولي بسبب تضخم البروستاتا الحميد

أسباب التضخم:

هنالك عدة أسباب تؤدي إلى التضخم في غدة البروستاتا ،وهي التقدم في العمر، و السبب الالتهابي في غدة البروستاتا و السبب الهرموني و السبب الوعائي التصلبي فيها.مع العلم بأن الخلايا البروستاتية الجذعية لها دورها وعلاقتها بالعوامل التي تسيطر على إعادة تكوين الخلية وتميزها وموتها المبرمج حيث أن الخلايا البروستاتية الجذعية قد تكون في حالة سبات أو (هجوع) أو في حالة تكاثر وتكرار تكوين الخلايا وفي الأخير موتها المبرمج.

الأعراض:

  1. ضعف تدفق البول من المثانة عبر الإحليل.
  2. كثرة عدد مرات التبول مع الشعور بالحاجة للإسراع بالتبول.
  3. كثرة الاستيقاظ ليلاً للتبول.
  4. ضعف القدرة على التحكم في البول.
  5. تأخر البدء في خروج البول (التردد).
  6. تقطع جريان البول.
  7. إستمرار نزول نقط بولية بعد الانتهاء من التبول.
  8. عدم التفريغ الكامل للمثانة.

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

يعزي انتفاخ القسم السفلي من البطن لكبر حجم المثانة الناجم عن الاحتباس البولي حتى يثبت العكس ويمكن فحص البروستاتا عن طريق المخرج (المستقيم) وذلك لتشخيص التضخم في هذه الغدة وهذا الفحص لا يمكنه أن يحدد درجة التضيق والإنسداد في الإحليل. عادة يتم تشخيص الإصابة بالقصور الكلوي الحاد مختبرياً إذا استمرت حالة الإحتباس البولي من جراء التضخم في المراحل المتقدمة حيث يُشخص إرتفاع في نسبة اليوريا والكرياتنين في الدم في هذه الحالة حيث أن الإنسداد التام في الإحليل البروستاتي والناجم عن تضخم البروستاتا هو المسبب لهذه المضاعفات الخطرة على الكليتين خاصة والجسم عامة. يتم تحديد درجة الإنسداد في الإحليل وفقاً للتشخيص السريري والعلامات ونتائج الإستقصاءات المختلفة كالقسطرة أو منظار المثانة والأمواج فوق الصوتية للمثانة عن طريق المستقيم والتي تساعد الطبيب على تحديد درجة الإنسداد في الإحليل وإذا ما أظهر فحص المثانة والحالب والكلية بواسطة الموجات الفوق الصوتية بأن المثانة غير فارغة من البول مع وجود بول متبقي بمقدار أكثر من 100 ملم وكذلك وجود توسع في الحالبين فهذا يعني إنسداد لملتقى الحالب في المثانة من جراء تضخم في البروستاتا في مرحلة متقدمة، ووفقاً للكشف السريري هذا، فإن المريض قد يكون يعاني من قصور كلوي حاد تالٍ لاحتباس البول بسبب الإنسداد وعدم خروج البول وتفريغه بشكل تام إلى الخارج حيث تتبقى الأكثرية الساحقة من البول في المثانة.

كيف يتم تحديد طريقة العلاج والتشخيص؟

تحديد مراحل ودرجة الخبث لسرطان البروستاتا وخاصة التفريق بين درجات الخبث الخلوي والمسماة بدرجات (كليسون) ومراحل الإصابة إن كانت موضعية في فص واحد من الغدة أو في الفصين أو توغله في الغدة المنوية أو توغله خارج الغدة البروستاتية أو متقدمة بالإنتشار، وهذه هي عوامل تشخيصية جوهرية لمعرفة وتمييز الإصابة بهذا السرطان المرض ولكي توضع لذلك الستراتيجية العلاجية اللازمة. 

من خلال الفحص بواسطة الوسائل التشخيصية الثلاث (الفحص بالأصبع وفحص المستضد البروستاتي النوعي المركب والحر وكذلك الخزعة البروستاتية).يتم التوصل إلى تشخيص السرطان بنسبة 98%.

العلاج:

يعتبر الإنسداد في المسالك البولية واحتباس البول من الحالات الحرجة التي تتطلب التدخل الطبي للعلاج مباشرة، لأنها تؤدي إلى قصور الكلية الحاد و(الأزوتيميا) والمضاعفات العديدة الناجمة عن ذلك.

وللحد من هذه المضاعفات يعمل الطبيب على التخفيض من درجة الإنسداد وتخفيض نسبة البول المتبقية في المثانة عن طريق القسطرة والوسائل المتاحة الأخرى، مع مراقبة حالة المريض بشكل عام وتزويده بالسوائل الفيسيولوجية عن طريق الوريد للمحافظة على التوازن المتعلق بالشوارد والسوائل في الجسم.

أما بعد القسطرة والعلاجات الأولية فإن هذه الحالة الأولية قد تأخذ طرقاً مرضية عديدة  حيث أن حصر البول يدل غالباً على مرحلة نهائية وذلك بسبب (إنكسار المعاوضة للمثانة Bladder Decompensation) وذلك من جراء إنسداد منفذ المثانة المتزايد ولذلك فإن التبول الطبيعي مع تفريغ المثانة تفريغاً كاملاً بعد هذه الحالة الإحتباسية يكون غالباً غير متوقع عند هؤلاء المرضى، وفي بعض الحالات الإستثنائية فقط يمكن للقسطرة أن تساعد المريض على التخلص من هذه المشكلة كما هي الحالة في الاحتباس البولي الناتج من جراء تناول بعض الأدوية التي تضعف القدرة التفريغية للمثانة مؤقتاً كمضادات الكولين (Anticholinergic) أو أدوية متلقيات الأدرينالين (Adrenergic agonist) أو يأتي الاحتباس البولي من جراء التهابات البروستاتا الجرثومية الحادة وكذلك في حالة الاحتباس البولي بعد بعض المعالجات الجراحية أوالعمليات الجراحية التي تجري بتخدير عام أو تخدير موضعي للنخاع الشوكي (Spinal anesthesia).

 

أما الدواعي الإكلينيكية الجراحية أو المنظارية لعلاج تضخم  البروستاتا والمسبب للحصر البولي فهي ما يلي:

 

1) حصر بولي عاصٍ.

2) التهابات جرثومية معاودة للمسالك البولية وذلك من جراء تضخم البروستاتا.

3) معاودة نزيف دموي لغدة البروستاتا في حالة التبول.

4) وجود حصى في المثانة مع وجود تضخم البروستاتا في نفس الوقت.

5) العطل الكلوي الحاد من جراء الإنسداد المثاني المزمن (Lower Urinary Tract Obstruction).

2- سرطان البروستاتا

غيرت الدراسات والبحوث الإكلينيكية والطبية التشخيصية والعلاجية العالمية الحديثة سبل تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض ومن بينها سرطان البروستاتا الذي يعتبر من المشاكل الصحية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الكثير من بلدان العالم بما في ذلك البلدان العربية، إذ وفقاً للدراسات العالمية فإن سرطان البروستاتا يعتبر القاتل الثاني بين الأمراض التي تصيب الرجال والتي تؤدي للوفاة بعد سرطان الرئة.

نمو البروستاتا وتضخمها يحدث تحت تأثير الهرمون الذكري المنتج في الخصية على الخلية البروستاتية حيث يتحول الهرمون الذكري إلى الدهيدروتسترون DHT وهذا بدوره يكون مع مستقبلات الهرمونات في داخل الخلية البروستاتية مركب مستقبلات الديهدروتستوسترون وهذا الذي يحفز بدوره عوامل النمو ويؤدي إلى إنقسام وتكاثر الخلايا والنتيجة تكون التضخم الحميد بينما يحفز إنتاج الأندروجين لوحده عامل نمو الأوعية الدموية في هذه الخلايا حيث تنشأ خلايا سرطانية بعد عدة طفرات جينية.

ومن أهم الأسباب المؤدية إلى سرطان البروستاتا هي:

  1. تأثيرات التغيرات الجينية من جراء السموم البيئية.
  2. تأثيرات الالتهابات المتسببة من جراء العطب الأكسدي الذي تسببه الالتهابات الجرثومية وغير الجرثومية في البروستاتا، حيث أن 40% من الرجال ما بين 40 – 70 سنة من العمر يتعرضون إلى هذه الالتهابات في هذه الغدة.
  3. العامل الوراثي الجيني.
  4. نمط الحياة الخاطئ كتناول الشحوم المشبعة واللحوم الحيوانية وقلة تناول الفواكه والخضروات.

الأسباب الوراثية العائلية: ترتفع الإصابة بهذا السرطان إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف عند أقرباء الدرجة الأولى للمصاب بسرطان البروستاتا من الرجال والذين كانو مصابين بهذا السرطان في عمر مبكر، وقد قدر بأن 9% من الإصابة بسرطان البروستاتا يكون سببها جينياً.حديثا نستطيع تشخيص الطفرات الجينية الوراثية لدى رجال أقرباء الدرجة الأولى للمصاب بسرطان البروستاتا بواسطة الطريقة المختبرية الحديثة للكشف عن الطفرة الجينية  .BRCA 2

عوامل البيئة والدول الصناعية: هنالك عدة عوامل أثبتت علاقتها في نشوء هذا السرطان من جراء تأثير الكيميائيات الصناعية على الرجل وقد تبين بحوثياً بأنها محرض كامن لسرطان البروستاتا.

الأعراض:

أما الأعراض التضيقية لمجرى البول وخاصة الإحليل البروستاتي فإنها تكون إما أعراض تضيقية أو تكون تهيجية، الأعراض التضيقية تتميز بضعف التدفق البولي من خلال الإحليل وضعف تيار البول أو الجريان البولي وصعوبة إخراج البول من المثانة وكذلك عدم تفريغ المثانة كاملاً، أما الأعراض التهيجية فإنها تتميز في كثرة التبول والتبول الإلحاحي وهذا يعني عدم الإستطاعة لتأخير التبول لوقت معين. التبول الدموي فقد يحدث ذلك أيضاً من جراء غزو سرطان البروستاتا للإحليل البروستاتي. أما السلس المثاني فيحدث ذلك من جراء عدم الإستطاعة لتفريغ المثانة تفريغاً كاملاً حيث تتبقى كميات من البول في المثانة تتراوح ما بين 100-300 ملم أو تحدث حصرة البول المزمنة المفرطة وذلك من عدم تفريغ المثانة مع وجود تهردل في العضلات المثانية من جراء التضيق في الإحليل البروستاتي بسبب التضخم السرطاني التضيقي في هذه المنطقة ما بين العنق المثاني والإحليل.

التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا:

بمقدار ما يكون التشخيص مبكرا تكون نتائج العلاج أكثر فعالية ولهذا فإننا نركز على ضرروة إجراء الفحص الدوري للرجال ما فوق سن الأربعين الذي يساعد على التشخيص المبكر لكافة الأمراض بما في ذلك الأورام السرطانية.

فحص المستقيم بالأصبع:

إن هذا الفحص هو من أسهل الوسائل للكشف عن تغيرات في غدة البروستاتا، ولكن فقط ثلث من العقد التي تشخص كسرطان هي حقاً سرطان بعد التحري عنها بواسطة فحص المستضد النوعي البروستاتي العام (T–PSA) وإذا دل هذا الفحص إلى ارتفاع ما فوق ng/ml 4 وكذلك بواسطة الخزعة البروستاتية تحت رقابة الموجات فوق الصوتية وعن طريق المستقيم. 

المستضد النوعي البروستاتي المركب (T–PSA) عبارة عن إنزيم بروتيني سكري ومسؤول عن تسييل المني.

20% من الرجال الذين يشخص عندهم مستوى المستضد النوعي البروستاتي ما فوق ng/ml4 قد يكونوا مصابين بسرطان البروستاتا وترتفع الإصابة إلى 60% إذا ارتفع مستوى هذا المستضد ما فوق ng/ml10 أما المستضد النوعي البروستاتي الحر (F–PSA) فإنه موجود في شكل حر.

وتكون نسبته عالية في حالة تضخم البروستاتا الحميد ومنخفضة في حالة الإصابة بسرطان البروستاتا حيث توجد طبيعياً في غدة البروستاتا حواجز نسيجية بين الأجواف الأنبوبية للغدة والشعيرات الدموية وفي حالة سرطان البروستاتا يحدث تمزق في الغشاء القاعدي بين هذه الخلايا من جراء الضغط الداخلي على الغدة حيث يتسرب الـ (T–PSA) إلى الدم وترتفع نسبته. 

مع العلم بأن المصل المضاد الحر تنخفض نسبته من جراء اندماجه مع الألفاكيموتربسين (α – Chimotrypsin) الذي تنتجه الخلايا السرطانية للبروستاتا ويصبح من جراء ذلك غير فعال ولا يستطاع اكتشافه في الدم والآن أصبح واضحاً عالمياً وعلمياً بأن قياس النسبة التقسيمية بين الإثنين الـ (F–PSA/T–PSA) تمثل أقوى طريقة تشخيصية لاكتشاف سرطان البروستاتا المبكر واستعمال الطريقتين التشخيصيتين يرفع مستوى التشخيص لهذا المرض الخبيث.

ولكي نتوصل إلى علاجٍ شافٍ للمريض يجب علينا أن نحدد مرحلة الإصابة السرطانية بواسطة نظام تشخيصي خاص وهذا ما يسمى بنظام الـ TNM ويعني ذلك بأن الـ T هو مرحلة تصف التطور والتوغل الباثولوجي للورم داخل أو خارج العضو المصاب، وهذه المراحل تقسم من 1-4 مراحل وتطورات حيث أن المرحلة الأولى لهذا السرطان تمثل المرحلة العارضية وتكتشف وتشخص بالصدفة أو عندما تجرى عملية قلع لتضخم البروستاتا بواسطة المنظار الإحليلي، حيث لا يستطاع تشخيص هذه المرحلة بواسطة الموجات فوق الصوتية من خلال المستقيم ولا يستطاع جسها بواسطة الأصبع، أما سرطان البروستاتا في المرحلة الثانية والثالثة فإنه يمثل المرحلة المتوسطة، وأما سرطان البروستاتا في المرحلة الرابعة (المرحلة المتقدمة) فإنه يمثل المرحلة المتقدمة، حيث يكون السرطان قد توغل في الأنسجة والأعضاء المجاورة.

حديثاً أثبتت المراقبة الإكلينيكية لهؤلاء المرضى لمدة طويلة بأن هذا السرطان في مرحلته الأولى والذي يكتشف عن طريق قلع غدة البروستاتا جزئياً بواسطة المنظار الإحليلي يتدهور إكلينيكياً مرضياً إلى مراحل متقدمة إذا لم يعالج جذرياً خلال أربعة سنوات وتسعة أشهر ولهذا فإن الرجال المتقدمين بالعمر ما فوق سن السبعين والمصابين بسرطان البروستاتا ذي المرحلة الأولى تكون الإستراتيجية العلاجية لهم هي المراقبة والكشف المستمر،

 أما إذا كانت الإصابة بهذا السرطان عند الرجال الأصغر سناً وأقصد بذلك ما بين الـ 40-68 سنة من العمر وذوي صحة جيدة عامة وإصابتهم بالمرحلة الأولى فإن العلاج يكون القلع الجذري للبروستاتا أو الإشعاع الذري الخارجي للبروستاتا.

أما الصفات النسيجية التشريحية والمجهرية لسرطان البروستاتا (فقد كشف بأن أكثر من 70% من هذا السرطان ينشأ من المنطقة المحيطية للغدة و5-15% ينشأ من المنطقة الوسطية للغدة والمتبقي ينشأ من المنطقة التحويلية للغدة.

بشكل عام تعتمد معالجة سرطان البروستاتا على المراقبة الواعية للمرض بعد العلاج الجراحي الجذري للغدة هذه والتي تهدف إلى إستئصال الورم والحد من انتشاره ومن مضاعفاته الخطيرة، إذا أن هذا السرطان يتسبب في حدوث الوفاة في خلال السنتين الأولَيين من الإصابة إذا لم يعالج في مراحله الثانية وما فوق، وبفضل تقدم العلوم الطبية التشخيصية والعلاج فقد بات بالإمكان تقليل تلك الوفيات والمضاعفات الناجمة عن سرطان البروستاتا، فعلى سبيل المثال كان تشخيص اضطرابات البروستاتا يعتمد على فحص المستقيم بالأصبع أما اليوم فقد صار بالإمكان تشخيص السرطان اعتماداً على الموجات ما فوق الصوتية والتصوير المقطعي للحوض بواسطة الرنين المغناطيسي والفحص النووي للعظام إضافة إلى اختبار المستضد النوعي البروستاتي المركب (T–PSA) والحر (F–PSA) والتي من خلالها يمكن تشخيص المرض.

تحديد مراحل سرطان البروستاتا:

تحديد مراحل ودرجة الخبث لسرطان البروستاتا وخاصة التفريق بين درجات الخبث الخلوي والمسماة بدرجات (كليسون) ومراحل الإصابة إن كانت موضعية في فص واحد من الغدة أو في الفصين أو توغله في الغدة المنوية أو توغله خارج الغدة البروستاتية أو متقدمة بالإنتشار، وهذه هي عوامل تشخيصية جوهرية لمعرفة وتمييز الإصابة بهذا السرطان المرض ولكي توضع لذلك الستراتيجية العلاجية اللازمة. 

من خلال الفحص بواسطة الوسائل التشخيصية الثلاث (الفحص بالأصبع وفحص المستضد البروستاتي النوعي المركب والحر وكذلك الخزعة البروستاتية).يتم التوصل إلى تشخيص السرطان بنسبة 98%.

العلاج:

الرقابة والرصد الفعال:

المراقبة والرصد الفعال للسرطان في المرحلة الأولى مع اختيار منسق لتاخير التدخل العلاجي كان قد أُعتمد من قبل الدراسات الإكلينيكية ويطبق خاصة الآن عند المصابين بهذا السرطان ذي الخطورة القليلة أي الإصابة في المرحلة الأولى وفي نفس الوقت درجة خبث (أقل من ستة نقاط كليسون الورمية) وكذلك يوجد ارتفاع في نسبة المستضد النوعي البروستاتي (PSA) في الدم لا يتجاوز 15 نانوغرام في الملم الواحد. 

– علاج ذو مقصد شفائي (Treatment with Curative Intent):

– العلاج الجراحي الإستئصالي الجذري (Radical Prostatectomy):

إستئصال البروستاتا في حالة إصابتها بالسرطان لا زال هو المعيار الذهبي (Golden Standard) لعلاج السرطان الموضعي (Local ISEDPCA) عند المرضى الذين يتوقع بقائهم على قيد الحياة لمدة أكثر من عشر سنوات.

أما السيطرة والتحكم بالمثانة فكان بنسبة 87% في خلال 12 شهراً أما القدرة الجنسية فقد كانت بعد العملية الجراحية بنسبة 10% في حالة استئصال سرطان ذي مرحلة متقدمة مثل (CT3 PCA). و56% من المرضى احتاجوا إلى علاج مساعد (Adjuvant Treatment)، مع العلم بأن سرطان البروستاتا له مميزاته العلاجية الإيجابية حيث استنتجت الدراسة المذكورة آنفاً بأن الإستئصال الجراحي للبروستاتا والغدة المنوية جذرياً عند هؤلاء المصابون بهذه المرحلة المتقدمة من السرطان (CT3aPCa) لها خاصيتها العلاجية الشفائية إذا أجريت من قبل جراحين ذوي كفاءة وتجربة جراحية كبيرة لهذا السرطان.

– العلاج الإشعاعي الخارجي (Radio Therapy):

هذا العلاج يجرى للمرضى المصابون بأمراض أخرى تجعلهم غير مؤهلين للخضوع إلى العملية الجراحية الإستئصالية والجذرية والمعقدة وذات الصعوبة القصوى بحيث أن هذا الإشعاع لا يستغرق أكثر من ستة أسابيع. 

المضادات الأندروجينية Antiandrogen:

هذا العلاج يعطى للمرضى المصابين بسرطان البروستاتا في المراحل المتقدمة، حيث أن هذه المضادات الغير ستروئيدية (Non Steroidal) قد تستعمل كعلاج لوحدها عوضاً عن استئصال الخصيتين جراحياً، وقد يستفيد المريض من هذا العلاج في حالة إعطائه العلاج الهرموني الحثي (LHRH– AGONIST) .

 (العلاج المركب) علاج الحرمان الأندروجيني الكامل مع مثبط لهرمون النمو سوماتوستاتين Somatostatin:

عند بعض المرضى المصابون بسرطان البروستاتا في المرحلة المتقدمة (المرحلة الرابعة) ترتفع فعالية خلايا الغدد الصماء العصبية (Neuroendocrine Cells) والتي بدورها قد تؤدي إلى ارتفاع في عدوائية السرطان (Aggressiveness) هذا وفي نفس الوقت قد تؤدي إلى خطورة تكاثر وانتشار هذا السرطان. 

ولهذا فإن العلاج بالحرمان الهرموني له أهميته الرئيسية لكبت الفعالية المضادة للموت المبرمج للخلايا السرطانية هذه والمتواجدة في نظام الخلايا الغدية الصماء العصبية (NE Cells) وفي نفس الوقت ينصح إضافة مثبط هرمون النمو السوماتوستاتين (Somatostatin) ليحسن أداء وفعالية الحرمان الهرموني على الخلايا السرطانية البروستاتية، وقد لوحظ في عدة دراسات حديثة تحسن حالة المرضى هؤلاء من ناحية توقف انتشار الخلايا السرطانية في العظام والأعضاء الأخرى في الجسم بعد تناول هذا العلاج المركب من العلاجين المذكورين آنفاً.

العلاج الحديث الجيني والمستقبلي:

مبدأ هذا العلاج يكون في كبح العوامل المنمية Inhibition of Growth Factors وكما ذكرنا في الجزء الأول من بحثنا عن سرطان البروستاتا فإن عدة عوامل نموية وجدت بأن لها علاقة في نمو وتدهور سرطان البروستاتا وهي:

-عامل النمو البشري EGF.

-عامل النمو المشابه للأنسولين IGF.

-عامل النمو المشتق من الأوعية الدموية PDGF.

-عامل نمو الخلية الليفية FGF.

والذي تكبح الإتصال بين EGF وال IGF

الوسائل الوقائية الكيميائية والغذائية:

فرضية جديدة تقول بأن التهابات البروستاتا المزمنة وانتكاساتها قد تساهم في بداية تحريض نشوء سرطان البروستاتا وجميع الدراسات الوبائية تعزو نمطية التنظيم الغذائي في الغرب إلى تكونه حيث أن تناول الدهون المشبعة الحيوانية واللحوم بإفراط وفي نفس الوقت تناول الفواكه والخضروات بكمية قليلة جداً أُثبِت بأنه هو السبب في ازدياد الإصابة بسرطان البروستاتا والسرطانات الأخرى بينما تناول مضادات الأكسدة والفواكه والخضروات أُثبِت بأنه يؤدي إلى إنخفاض الإصابة بسرطان البروستاتا. مواد سرطانية أُثبِت وجودها في نمط الغذاء الغربي – حيث أن اللحوم المشوية والمقلات بكثرة قد تؤدي إلى طفرات في الحامض الريبي النووي (DNA) في نواة خلايا البروستاتا وهذه قد تسبب سرطان الخلية هذه.

– أما الوقاية الكيميائية فإنها تستند على الإثباتات الدراسية والإكلينيكية منذ سنة 1945 والتي أجريت من قبل Huggins على ثمانية عشر ألف رجل والذين كانت أعمارهم ما فوق الـ 55 سنة والذين أعطي لهم يومياً 5 ملغم من مبطل إنزيم الألفاردوكتاز الخامس (5α – Reductase – Inhibitors) ولمدة 7 سنين قد أثبتت بأنها أدت إلى إنخفاض واضح النسبة بالإصابة بهذا السرطان (24%).

أما تناول فاصوليا الصويا (Soybeans) فهو وقائياً ضد الإصابة بالسرطان أيضاً لأنه يحتوي على الأستروجين النباتي والذي له فعالية في كبت تكوين الأنزيم الألفاردوكتاز ومن جراء ذلك يمنع تحويل التستوسترون إلى ديهدروتسترون الفعال والذي يلعب دور هاماً في تكون سرطان البروستاتا، أما المواد المضادة للأكسدة فإن مفعولها وكما ذكر سابقاً يكمن في المنع والحماية من تلف الحمض النووي الريبي DNA في نواة الخلية والذي يحدث من جراء الأكسدة المفرطة في حالة التعرض إلى السموم البيئية والأيونية من جراء التلوث البيئي أو الإشعاعات في الهواء والماء والغذاء – حيث تبطل هذه المواد ضد الأكسدة فعل الجذور الحرة للأوكسجين ألحر والمواد الأخرى الناتجة من الأكسدة المفرطة، ومن أهم هذه المضادات الأكسدية والتي يجب على الفرد أن يتناولها وقائياً وهي: البيتاكاروتين (ß – Carotines)، ومعدن السلينيوم (Selenium)، وفيتامين إي (VIT E) وفيتامين (C).

الأغذية التي تقي من سرطان البروستاتا

3- علاج التهابات البروستاتا الحادة والمزمنة

تعتبر الإصابة بالتهابات البروستاتا الحادة من الالتهابات الأكثر انتشاراً عند الرجل مقارنة بالالتهابات الأخرى ولقد أثبتت البحوث الوبائية خلال السنوات العشر الأخيرة أن التهاب البروستات يعتبر واحداً من أهم المعضلات الطبية في مجال علاج وجراحة أمراض المسالك البولية والتناسلية، وقد أفادت إحصائية تم إجراؤها مؤخراً أن نسبة حالات الإصابة بالتهاب البروستاتا قد فاقت حالات تضخم البروستات الحميد أو حالات سرطان البروستات، حتى وصلت في أوائل القرن الحادي والعشرين إلى ما يربو على مليوني حالة سنوياً حيث احتلت هذه الالتهابات المزمنة المركز الأول للأمراض الأكثر انتشاراً عند الرجال تحت سن الخمسين حيث يشكو من التهابات البروستاتا وأعراضها من بين كل رجلين رجل واحد خلال فترة الحياة حيث دلت البحوث الإكلينيكية على أن هذه الالتهابات في غدة البروستاتا تصيب 10- 14 % من الرجال في جميع الاعمار ولها تداعيتها السلبية على نمط الحياة عند هؤلاء لأنها تكون في نفس الوقت لها علاقة بانعدام الرغبة الجنسية والضعف الجنسي والإختلال الإنتصابي، والقذف السريع عند هؤلاء الرجال.

وهنالك أيضاً عوامل كثيرة لها علاقة وثيقة بالإصابة بالالتهابات المزمنة للبروستاتا كالتدخين والإفراط في تناول الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية النسبة وفي نفس الوقت إنخفاض في تناول الفواكه والخضروات وكذلك بطء الهضم، مع العلم بأنه يجب تفسير منشأ وسبب تكون هذا المرض كلياً حيث أظهرت الدراسات الإكلينيكية الحديثة أن الحالة الالتهابية تتكون من جراء الجهد الأكسدي والذى قد يساهم في التهابات تهيجية وعصبية في المثانة والبروستاتا والإحليل والحوض وسبب ذلك هو تحفيز بعض المستقبلات العصبية المتواجدة في الجهاز البولي بإفراز ببتيدات عصبية تؤدي إلى إحساس تهيجي في البروستاتا والمثانة والإحليل والحوض بعد أن تُرسل هذه الإحساسات من خلال النخاع الشوكي إلى الدماغ.

ولهذا فإن تناول الفلفل الحار أو البهارات الحارة والتي تحتوى على مادة الكابسيايسين والتي تحفز الوحدات العصبية المذكورة آنفاً تؤدي إلى آلام في المثانة والبروستاتا ولذلك يجب تجنبها في حالة الإصابة بهذه الالتهابات.

في حالة التهاب البروستاتا الجرثومي فإن الأسباب المرضية والالتهابية للجراثيم ذات الصلة بالمكورات المعوية والمكورات العنقودية ذات المخثر السلبي، والحرشفيات أو اللاهوائيات ما زالت غير محلولة أو غير واضحة، أما في حالة إتمام تشخيص التهاب غير جرثومي في البروستاتا أولياً عند المرضى مع غياب تام للجراثيم عند زرع سائل البروستاتا أو السائل المنوي، في نفس الوقت رجوع الأعراض الالتهابية في البروستاتا، فإنه من غير المؤكد هل هذه هي حالة (التهاب غير جرثومي) أم أن الجرثوم قد شكل نوعاً من المناعة لنفسه بتشكيل عصيات صغيرة تحيط به كغطاء وتحميه فبذلك تكون هذه الحالة التهاب جرثومي.

شكل يبين العوامل التي تعتبر مهيئة للإصابة بالالتهابات غدة البروستاتا

منشأ التهاب البروستاتا اللاجرثومي قد يكون سببه مناعي أو مناعي ذاتي، ومن جهة أخرى، فقد وجد في بعض حالات الالتهاب اللاجرثومي أن السبب مرده إلى الإصابة بجرثوم لا يوجد عادة في القنوات البولية، ولكن تم إنتقاله إليها من مصدر آخر.

 

أما حالات التهاب البروستاتا وبدون وجود أعراض فقد لوحظت في حالات تضخم البروستاتا الحميد.

الميكروبات المسببة للمرض 

تتركز الأسباب الجرثومية للغالبية العظمى من حالات التهاب البروستاتا بالإصابة بنسبة 65-80% بجرثوم الأشريشيا القولوني (E Coli) بينما تكون الإصابة بنسبة 10-15% بجراثيم الزائفة الزنجارية (Pseudomonas) أوالجراثيم المنشارية (Serratia) أو الكليبسلة المعوية (Klebsiella) أو البكتيريات اللاأمعائية.

مع العلم فإن المكورات المعوية (Enterococci) قد تسبب التهاب البروستاتا وفي نفس الوقت يوجد هنالك التهاب في المجاري البولية جرثومي المنشأ، وتبقى أهمية هذه الجراثيم غير واضحة وقد تتغير في حالات معينة إلى جراثيم معدية مرضية، وكما هو الحال في التهابات الإحليل في المنطقة المتقدمة منه،

وإضافة إلى ذلك توجد حالات غير واسعة الإنتشار في الحدوث مثل الإصابة بجراثيم المكورات العنقودية البيضاء (Staphylococcus) أو البرتقالية (ST Aureus) أو ذات المخثر السلبي، والمكورات العقدية (Streptococcus)، والمكورات البنية (Gonococcus) أو العصيات الفطرية السلية (Tubercele Bacilli)، السلمونلات (Salmonella) والمطثيات (Clostridium) وكذلك بعض الطفيليات أو الفطريات.

على الرغم من قلة حدوث إصابة بهذه الجراثيم كما ذكرنا، إلا أن أهميتها تزداد في حالات ضعف المناعة كالإصابة بمرض الأيدز مثلاً، حيث تزداد أهميتها وتكثر أنواعها واحتمالات الإصابة بها.

دور ميكروب اليوريا بلازما (Urea Plasma) والكلاميديا التراخومية (Clamydia) يبقى مهماً في حالات التهاب البروستاتا المزمن، حيث استطاع العثور عليهما في إفرازات البروستاتا، وحديثاً توجد اختبارات بواسطة التالق المناعي والمجهر الألكتروني تستطيع أن تثبت الإصابة بجرثوم الكلاميديا التراخومي لغدة البروستاتا بالالتهاب.

من المعروف أن غدة البروستاتا لها القدرة على الرد المناعي الموضعي والعام على أية إصابة عندما تتعرض لهجوم جرثومي، وفي حالات الالتهاب الجرثومي وجدت أجسام ضدية (Antibody) في المصل وفي سائل البروستاتا (IgG,IgA) ضد الجراثيم ذات التفاعل غرام السلبي (Gram – Negative) بينما في حالات الالتهاب المزمن لم توجد هذه الأجسام المضادة والجدير بالذكر أن الأجسام الضدية لم توجد بنسبة مرتفعة في الجسم عند المصابين بالتهاب البروستاتا الجرثومي المزمن بسبب الفطريات أو الكلاميديا.

أما في حالات الوجع البروستاتي (Prostatodynia) فغالباً ما توجد بكتريا مثل الجرثوم العنقودي ذي المخثر السلبي في إفرازات البروستاتا.

التشخيص:

إن حالة التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد هي الحالة الوحيدة التي يمكن تشخيصها اعتماداً على الفحص السريري للمريض حيث يرافقها حرقة في البول، التردد البولي، آلام في منطقة العجان بالإضافة لوجود آلم خلال التبرز، وقد رصدت في بعض الحالات إنحباس البول بشكل كلي.

أما الأعراض الجسمية الأخرى فتشمل الحمى، والقشعريرة، وأحياناً تسمم بولي، ويكون فحص البروستاتا بالأصبع في المستقيم DRE مؤلماً جداً، ويتم اكتشاف الخراج في البروستاتا عند لمسها والشعور بتموج السائل داخلها Fluctuation أو بواسطة التصوير وخصوصاً بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية خلال المستقيم (TRUS).

وتعتمد الفحوصات المختبرية في حالة التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن على أخذ أربعة عينات مزروعة لتحديد موضع الجرثوم، فالمبدأ يعتمد على أخذ عينات بشكل متسلسل من مجرى البول، بول المثانة، وإفرازات البروستاتا بعد التدليك، والإفرازات البروستاتية الملتهبة (EPS).

تحليل السائل المنوي

يعمل هذا التحليل للحصول على المزيد من المعلومات عما كان التهاب البروستاتا هو جزء من التهاب عام للغدد الجنسية الثانوية عند الذكر.

فحص إفراغ المثانة 

وجد بعض الباحثين عند المرضى الذين أجري لهم تحاليل التدفق البولي بأن 33-45% يعانون من تغيرات في حركة البول URO DYNAMIC بعد إجراء تحاليل لمستوى تدفق البول لهم، وأظهرت بعض البحوث وجود حالات تضييق لعنق المثانة والإحليل البروستاتي في حالات قليلة من المرضى.

مرئية الموجات فوق الصوتية Ultra Sound

فحص البروستاتا عبر المخرج بواسطة الموجات فوق الصوتية TRUS: أثبت أن فحص البروستاتا بطريقة الموجات فوق الصوتية هي افضل طريقة لرؤية الغدة البروستاتية في حالات الالتهاب الحاد أو المزمن. 

العلاج

1- علاج التهاب البروستاتا البكتيري (الجرثومي) المزمن والحاد:

في حالة الالتهاب الحاد يجب البدء بالمضادات الحيوية عقب أخذ عينة البول المتوسطة ويفضل استعمال حقن مضاد حيوي خاص ثم يتبعها بالحبوب العلاجية المناسبة.

2– علاج متلازمة آلام الحوض المزمنة الالتهابي (Inflammatory Chronic Pelvic Pain Syndrome):

نظراً لإنسداد قنوات البروستاتا أو قصورها فإن أعراض شاذة قد تقود إلى تشخيص خاطئ للالتهابات هذه عوضاً عن الالتهابات المزمنة للبروستاتا فإن علاج الالتهابات غير الجرثومية يبقى دائماً علاجاً للأعراض وليس جذرياً.

3-علاج متلازمة آلام الحوض المزمنة غير الالتهابي (Non – Inflammation Chronic Pelvic Pain Syndrome): 

إن عدم معرفة سر هذه الحالة يعقد العلاج كثيراً، ويجب أن لا نستعمل المضادات الحيوية لأنها عديمة الجدوى وتجعل المريض مقتنعاً بوجود جراثيم يجب علاجها (وهي غير موجودة أصلاً)، ولا شك أن تحديد مشاكل داء نفساني جسدي هو واحد من التحديات الكبرى التي تواجه كل طبيب أخصائي في علاج وجراحة أمراض المسالك البولية والتناسلية والذي له علاقة بعلاج أمراض البروستاتا.

4- علاج التهاب الإحليل الحاد:

التهاب الإحليل المنتقل جنسياً يمكن أن يكون بنسبة 95% من جراء الإصابة بالمكورات البنية (Gonococus)، اليوريا بلازما (Urea Plasma) والكلاميديا التراخومية (Clamydia)، ويكون بنسبة 5% من جراء الإصابة بالمبيضات الفطرية الرمامة أو الإصابة بجرثومة الخثاري المهبلي أو فيروس الحلا التناسلي. أما التهاب الإحليل الجرثومي الغير منتقل جنسياً فتكون الإصابة به بنسبة 5% ويكون من جراء الإصابة بالمكورات المعوية أو العنقودية أو العقدية. أما الأسباب الغير منقولة تتضمن الكدمات أو تهيج ميكانيكي.

الأعراض

إفرازات الإحليل وصعوبة إفراغ المثانة، وبدون أعراض تكون الإصابة بنسبة 5-10% ويكون مشكلة وبائية صعبة وذلك لأن المصابين هؤلاء يبقون بدون علاج.

التشخيص الخلوي:

 يعتمد على تحليل مسحة الإحليل وتحليل أول مستجمع من البول.

ونظراً لأن أسباب الإصابة غير معلومة في معظم حالات التهاب الإحليل فقد ينصح بعض الباحثين بإعطاء المريض حقنة واحدة في الوريد لمضاد حيوي فعال في اليوم الأول من العلاج وبالتالي بعلاج لمدة أسبوعين بمضاد حيوي آخر يؤخذ عن طريق الفم وذلك لأن هذا العلاج فعال ضد الإصابتين وهما إصابة الإحليل بالمكورة البنية (Streptococcus) وفي نفس الوقت وجود إصابة الكلاميديا (Clamydia) أو اليوريا بلازما (Urea Plasma).

ومن العلاجات الفعالة والحديثة والمؤكدة بنجاحها عن طريق دراسات إكلينيكية عالمية هي علاج الالتهابات المزمنة لغدة البروستاتا والتهاب المثانة العضلى (IC) وكذلك متلازمة آلام الحوض المزمنة (CPPS) بواسطة حقن مادة البوتكس (BONTA) في داخل غدة البروستات وفي حالة التهاب المثانة العضلى (IC) تحقن هذه المادة في داخل عضلة المثانة حيث أثبتت هذه الدراسات بأن نجاح هذا العلاج يتعلق بتبطيله وكبته إفرازات الناقلات العصبية بإتجاه الفلع المشبكي العصبي المتواجد في عضلات المثانة وكذلك في عضلات البروستاتا ومن جراء ذلك تنخفض فعالية المقبلات الأدرينالية المتواجدة هناك والمسؤولة عن التشنجات والآلام في البروستاتا والمثانة ولذلك يتم حقن الغدة في عدة أماكن منها يؤدي إلى الغرض العلاجي المطلوب حيث أن نسبة الشفاء من هذه الأمراض المزمنة تكون حوالي 60%.

البروفيسور الدكتور سميرالسامرائي

Scroll to Top