اتصل الآن!

عقم الرجال، الأسباب و التشخيص

العقم عند الرجال، أسبابه، تشخيصه وعلاجه الحديث

عوامل العقم المرضية تكون بنسبة 10% سببها المرأة والرجل ولكن بنسبة 50% يكون سببها الرجل، علماً أن بعض الرجال ينجبون رغم وجود تغيرات باثولوجية في الحيوانات المنوية، ولكن نصف الرجال العقيمين يشخص لديهم سبب معترف به سريرياً من خلال تحليل السائل المنوي التقليدي.

خلال الخمس قرون الماضية كان تحليل السائل المنوي من التحاليل الأساسية في تشخيص عقم الرجال ولكن بعض التغيرات الأساسية قد طورت قابلية هذه التحاليل لتساهم في تشخيص المقدرة التناسلية والإنجابية سريرياً عند الرجل، وخاصة من خلال اكتشاف الإصابة بالجهد الأكسدي في السائل المنوي والحيوانات المنوية بكل أنواعه كعامل أساسي مسبباً جزئياً أو كلياً للعقم عند الرجال والآن تم اكتشاف وسائل تشخيصية جديدة ذات حساسية وخصوصية عالية لقياس كفاءة الحيوان المنوي العامة المضادة للأكسدة (TAC) (Total Antioxidative Sperm Capacity)، ونسبة نوع الأوكسجين التفاعلي في السائل المنوي (ROS) (Reactive Oxygen Species) ونسبة تكسر خيوط الحمض النووي في الحيوان المنوي (DNA Fragmentation) ومن خلال الدراسات الإكلينيكية الحديثة تم التوصل إلى وجود عوامل رئيسية إضافية تسبب العقم كذلك ولكن بعد علاجها وتشخيصها لمدة ثلاثة أشهر بالمضادات الأكسدية إرتفعت نسبة نجاح الإخصاب التلقائي أو التلقيح الإصطناعي إلى خمسة أضعاف مقارنة بالذين لم يعالجوا بالمضادات الأكسدية رغم تشخيص وجود الجهد الأكسدي المذكور آنفاً في سائلهم المنوي مع العلم بأن النسبة الطبيعية للأوكسجين التفاعلي في السائل المنوي تكون (1.5 x 10^4 cpm / 20 millions / sperm / ml).

وقد قامت دراسات إكلينيكية عديدة حديثاً بتقويم فعالية ودواعي استعمال مضادات أكسدة علاجياً وخاصةً فيتامين C، فيتامينE، معدن الزنك، ملح السيلينيوم، حامض الفوليك، والكارنتين، بأنها تؤدي إلى تحسن الإخصاب عند الرجال العُقُم حيث أثبتت بعد تناولهم لهذه المضادات ولفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر بأن كمية وحركة وحيوية وفعالية الحيوانات المنوية الإخصابية في سائلهم المنوي قد تحسنت وارتفعت إلى مستويات عالية مكللةً بنجاح الإخصاب طبيعياً وتلقائياً، وكذلك في حالة الخضوع إلى التلقيح الإصطناعي (ART) لدى الذين يشخص عندهم إنخفاض كبير في عدد الحيوانات المنوية وخاصة إلى ما تحت المليون بالميليمتر الواحد في السائل المنوي، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة نجاح هذا التلقيح (ART) وأدى كذلك إلى ارتفاع نسبة الـ (rate birth Live) إلى أربع أضعاف ما كان عليه قبل العلاج المذكور بهذه المضادات للأكسدة.

ومن الجدير بالذكر أنه في حالة ارتفاع نسبة التقطع والتكسر في الحمض النووي النطفي فإن حيوية هذه الحيوانات تتردّى في نقل المعلومات الجينية الأبوية وكذلك في تكون الجنين بصورة فسيولوجية حيث أن هذه قد تؤثر باثولوجياً على سلامة كروماتين الحيوان المنوي (الجزء الصبغي في نواة خلية الحيوان المنوي) والذي يلعب دوراً رئيسياً في إخصاب البويضة وتكون الجنين، ولهذا فإن قياس نسبة تقطع وتكسر الحمض النووي في الحيوانات المنوية مختبرياً يعتبر مؤشراً هاماً لتشخيص وعلاج العقم عند الرجال حيث أظهرت الإحصائيات الإكلينيكية لهؤلاء الرجال الذين شُخِّص عندهم مسبقاً تكسر الحمض النووي في حيواناتهم المنوية وتم علاجهم بمضادات للأكسدة قد أدى إلى تَحسُّن نسبة الإخصاب الطبيعي التلقائي وكذلك التلقيح الإصطناعي لديهم.

وكما ذكرنا مسبقاً فإن كمال مادة الكروماتين في نواة خلية الحيوان المنوي (Sperm chromatein Integrity) له أهميته الحيوية في حالتين أساسيتين:

  • الأولى نمو الجنين بصورة متكاملة وجيدة.
  • والثانية نقل المعلومات الأبوية الجينية، وذلك لأن كروماتين الحيوان المنوي مندمج بصورة كاملة مع بروتين النواة الخلوية للحيوان المنوي ليكون في النواة (البروتامين) فإن تواجده بكثافة عالية في نواة الحيوان المنوي يحمي حمضه النووي من التكسر ومن ثم من أضراره على الإخصاب.

أما العوامل المؤدية إلى الجهد الأكسدي المسبب لهذا التلف والتكسر في DNA في قاعدة الحمض النووي أو خيوطه الفردية أو المزدوجة فهي:

  •   التدخين.
  •   الخضوع إلى العلاج الكيمياوي بسبب الإصابة بمرض سرطاني في الجسم.
  •   الإصابة بإلتهابات البروستاتا المزمنة الجرثومية والحادة المتكررة مؤدية إلى ارتفاع نسبة الكريات البيضاء في السائل المنوي.

وهنالك طريقتان مختبرية للكشف عن ذلك مع قياس درجة التلف أو التكسر في خيوط الحمض النووي وهي:

  •   طريقة مقايسة تركيب كروماتين الحيوان المنوي (SCSA).
  •   طريقة مقايسة الـ (DUTP).

وفي خلاصة هذا الأمر فإن اكتشاف طريقة الإنتباذ بواسطتها  تشخيص البروتينات المرضية في الحيوان المنوي بكل أنواعها في السنوات العشر الأخيرة أدى إلى معرفة تلك المشوهة أو الغير مكتملة أو الإنتحارية منها والتي تؤثر سلباً على الإخصاب والإنجاب وخاصةً في حال تكونها وإفرازها بكثرة وكذلك تلك التي تؤدي إلى تردّي حركة الحيوانات المنوية أو إلى موتها أو إلى عدم تكونها أو توقف نموها أيضاً مسببة للعقم، مع العلم بأن هذه الطرق المختبرية الحديثة تحظى بتقنيةٍ حساسة وخصوصية تشخيصية عالية والتي نستطيع بواسطتها كذلك اكتشاف وتشخيص عوامل عقم لأجزاء ما تحت الخلوية في الحيوان المنوي المسببة أيضاً إلى عدم الإنجاب وهذه هي التي فسحت المجال للتوصل إلى علاج العقم ذلك الذي كان سابقاً غير ممكن وسببه كان مبهماً وخاصةً بواسطة المضادات الأكسدية الحديثة والفعالة ولمدة تتراوح ما بين الثلاث إلى ستة أشهر مقارنةً بالعلاجات ما قبل هذه الاكتشافات المختبرية سواء كانت بواسطة المضادات للأكسدة أو الهرمونية أو بواسطة التلقيح الإصطناعي بعد تشخيص هذه الحيوانات المنوية المشوهة  بالطريقة المختبرية المذكورة آنفاً.

وأخيراً وليس آخراً فإن تحليل السائل المنوي التلقليدي لا زال هو الوسيلة المميزة ولكن لم تعد في الوقت الحاضر هي الوسيلة التشخيصية الوحيدة لتشخيص عوامل العقم الذكري المبهمة والتي لا نستطيع أن نشخصها إلا من خلال الطرق المختبرية السريرية الجديدة والحديثة التي تعمقت إلى أجزاء ما تحت الخلية في الحيوان المنوي وأصبح بإمكاننا الآن وباستطاعتنا قياس نسبة تلف الـ (DNA) في الحيوان المنوي من جراء الجهد الأكسدي فيه وأيضاً نستطيع في الوقت الحاضر قياس كفاءة وقدرة الحيوان المنوي العامة المضادة للأكسدة (TAC). هذه الوسائل التشخيصية أوصلتنا الآن إلى معرفة الأسباب الرئيسية الإضافية المؤدية إلى عقم الرجال وقادتنا إلى التوصل بدقة وبنجاح علاجي لهذه الأسباب والتي كانت قبل اكتشاف هذه الوسائل التشخيصية الدقيقة والحساسة وذات الخصوصية التشخيصية المختبرية العالية غير كافية لتحسين الإخصاب عند هؤلاء.

البروفيسور الدكتور سميرالسامرائي

اقرأ ايضا في:

Scroll to Top