أحدث علاج تضخم البروستاتا الحميد

يعتبر تضخم البروستاتا الحميد من المشاكل الصحية الكبرى في الكثير من بلدان العالم بما في ذلك البلدان العربية، إذ وفقًا للدراسات العالمية فإن تضخم البروستاتا يعتبر المرض الحميد الأول بين الأمراض التي تصيب الرجال ما فوق عمر الأربعين والتي تؤدي إلى مشاكل وأعراض مرضية في التبول والصحة الجنسية والعامة عند هؤلاء الرجال.

لهذا نناقش في هذا المقال كل ما تود معرفته عن تضخم البروستاتا الحميد، أسبابه، وأعراضه، وطرق تشخيصه وكذلك أحدث طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد.

ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟

تضخم البروستاتا الحميد


تضخم غدة البروستاتا الحميد هو أكثر الأورام الحميدة التي تصيب الرجل في تقدم العمر ما بعد سن الأربعين، إنها ليست خطرة على الحياة ولكن أعراضها في الجهاز البولي السفلي يمكن أن يعوق أنشطة الحياة اليومية. أما التضخم ذاته فهو عبارة عن حدث فيسيولوجي ينشأ من جراء تكاثر منتظم في خلايا البروستاتا الغدية والفجوية.
والآن سنتعرف على المزيد من التركيب التشريحي لغدة البروستاتا عند الذكور، وكيف يحدث بها التضخم؟

تتكون هذه الغدة من فصين وأحياناً فص ثالث في الوسط – وفي داخل كل فص توجد ثلاث مناطق:

  • المنطقة الخارجية (Peripheral Zone)
  • المنطقة التحويلية أو الإنتقالية (Transitional Zone)
  • المنطقة الوسطية (Centeral Zone)

في أكثر الأحيان تُصاب المنطقة الخارجية لهذه الغدة بالسرطان والمنطقة الوسطية بالتضخم الحميد.

المنطقة الوسطية منطقة غدية الأنسجة وتقع بين الفصين الجانبيين، وبها تتوسع العناقيد في الغدد المتضخمة حيث يحتقن السائل المتدفق من الغدة ويؤدي إلى انسداد في القنوات.

من الجدير بالذكر أن البروستاتا يبدأ تكوينها عند الإنسان في الأسبوع الثامن من المرحلة الجنينية وفي نفس الوقت تبدأ الخصيتين بتكوين الهرمون الذكري (Testosterone) حيث يحفز هذا الهرمون تكوين برعمة هذه الغدة، وتشترك أيضاً الخلايا الجذعية بتميزها وتكوينها كلياً وفي سن البلوغ يتكامل نشوء الغدة هذه حيث ترتفع نسبة الهرمون الذكري (Testosterone) في الجسم وهذه بدورها تساعد على نمو الغدة إلى حجمها الطبيعي ومن هنا تبدأ مرحلة متوازنة وثابتة لا يتغير بها حجم هذه الغدة إلى حد عمر الأربعين.

علاج تضخم البروستاتا الحميد

يبحث الكثيرون عن علاج سرطان البروستاتا عند خبراء المسالك البولية وغيرهم من الأطباء. وتظهر ضرورة علاج تضخم البروستاتا الحميد في بعض الحالات الجادة منها: انسداد في المسالك البولية واحتباس البول، الذي يعد من الحالات الحرجة التي تتطلب التدخل الطبي للعلاج مباشرة، لأنها تؤدي إلى قصور الكلية الحاد وغيرها من المضاعفات.

وللحد من هذه المضاعفات يعمل الطبيب على التخفيض من درجة الانسداد وتخفيض نسبة البول المتبقية في المثانة عن طريق القسطرة والوسائل المتاحة الأخرى، مع مراقبة حالة المريض بشكل عام وتزويده بالسوائل الفسيولوجية عن طريق الوريد للمحافظة على التوازن المتعلق بالشوارد والسوائل في الجسم.

الخيار الثاني لعلاج تضخم البروستاتا الحميد هو الخيار الجراحي أو استخدام المناظير. والدواعي الإكلينيكية الجراحية أو المنظارية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد المسبب للحصر البولي فهي ما يلي:

  1. حصر بولي عاصٍ.
  2. إلتهابات جرثومية معاودة للمسالك البولية وذلك من جراء تضخم البروستاتا.
  3. معاودة نزيف دموي لغدة البروستاتا في حالة التبول.
  4. وجود حصى في المثانة مع وجود تضخم البروستاتا في نفس الوقت.
  5. العطل الكلوي الحاد من جراء انسداد المثانة المزمن (Lower Urinary Tract Obstruction).

وبالطبع وبفضل تقدم العلوم الطبية بتقنياتها المختلفة فقد بات بالإمكان تشخيص مثل هذه الحالات المرضية، حيث تتوفر في بلادنا العربية الآن الوسائل التشخيصية الحديثة لهذه الحالات بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية من خلال المستقيم (TRUS) وجهاز الذبذبات وخاصة اليوروديناميك (Urodynamic) وكذلك الفحوصات المختبرية الحديثة، ونستطيع الآن أن نعين ونؤكد نوع ومرحلة التضخم من خلال ذلك ومعالجتها بأفضل الطرق الحديثة التي يختارها الطبيب الجراح المختص في المسالك البولية وفقًا لحالة المريض العامة.

هناك عدد من الخيارات العلاجية الحديثة التي تضمن علاج تضخم البروستاتا الحميد بفعالية وبدون أعراض جانبية ومنها:

أحدث علاج لتضخم البروستاتا الحميد

1- المعالجة التقليدية الجراحية المنظارية والكهربائية (TURP):

هي من العلاجات المتداولة حاليًا لكن الدراسات تثبت تأخرها مقارنة بعلاجات أخرى أكثر تطورًا.

2- تبخير غدة البروستاتا بواسطة شعاع الليزر وبواسطة التبخير المنظاري البلازمي:

تعد هذه الطريقة من العلاجات المكللة بالنجاح الباهر وبدون مضاعفات خطرة أو مزمنة وذلك للتخلص من أعراض تضخم البروستاتا الحميد المذكورة آنفًا، مع العلم بأن العلاج الليزري بالمنظار هو الأكثر انتشارًا الآن لمعالجة هذه الحالات المرضية في كل عمر، وذلك لقلة المضاعفات وخاصة مضاعفة الضعف الجنسي والقذف الخلفي و الارتجاعي وغيرها، والتي تتواجد بنسبة عالية بعد معالجة قلع جزء من البروستاتا بواسطة عملية المنظار والطاقة الكهربائية التقليدية وما يسمى بالـ (TURP)

3- الموجات الحرارية (Thermotherapy):

علاج تضخم البروستاتا الحميد والالتهابات المزمنة بواسطة الموجات الحرارية (Thermotherapy) قد يؤدي إلى تحسن أعراض التضخم في البروستاتا ولكن بنسبة 10% فقط. وبعد مرور ستة أشهر على هذا العلاج تظهر الأعراض مرةً أخرى وهذا ما أثبتته النتائج الإكلينيكية الأمريكية بعد تجارب طويلة الأمد على مرض تضخم البروستاتا وكذلك التهابات البروستاتا المزمنة.

أفضل دواء لعلاج تضخم البروستاتا الحميد

بعد أن ناقشنا الطرق الجراحية والمنظارية المختلفة لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، نناقش الآن الخيار الدوائي الذي يحبذه الكثيرون مقارنة بالعلاج الجراحي.

يعد العلاج الدوائي هو الخيار الأفضل في حالة تضخم البروستاتا الحميد في المراحل البدائية والمتوسطة، والتي تكون أعراضها متوسطة وبدون انحسار بولي في المثانة. أمثلة لهذه الأدوية:

  • مبطلات الكوانزيم ألفا ردوكتوز الخامس (5α – Reductase Inhibitor)
  •  وفي نفس الوقت إعطاء المريض مبطلات ألفا الأدرينالية (Adrenergic Inhibitors)

حيث يحتاج المريض تناول حبة واحدة كل صباح ولمدة ثلاثة إلى ستة أشهر لكي يتقلص تضخم البروستاتا الحميد بحوالي 20% وتختفي الأعراض التي أدت إلى تكونها.


أعراض تضخم البروستاتا الحميد

تقع غدة البروستاتا تحت قاعدة المثانة وأمام المستقيم وتحيط بقناة مجرى البول مشكلة بذلك حلقة حولها. وكما هو معروف فأن غدة البروستاتا عند الرجل يمكن أن تتضخم لأسباب عديدة ذكرناها مسبقًا، وجراء ذلك قد يصاب المريض بضعف تدفق البول من المثانة عبر الإحليل، وهي تعد الشكوى الأكثر إزعاجًا للمريض والتي تدفعه لاستشارة الطبيب طلبًا للنصيحة وعلاج تضخم البروستاتا الحميد بشكل عاجل.

قد يشكو المريض من عدة أعراض أخرى تدفعه لعلاج تضخم البروستاتا الحميد وهي:

  • ضعف تدفق البول من المثانة عبر الإحليل.
  • كثرة عدد مرات التبول مع الشعور بالحاجة للإسراع بالتبول.
  • كثرة الاستيقاظ ليلاً للتبول.
  • ضعف القدرة على التحكم في البول.
  • تأخر البدء في خروج البول (التردد).
  • تقطع جريان البول.
  • استمرار نزول نقط بولية بعد الانتهاء من التبول.
  • عدم التفريغ الكامل للمثانة.

أعراض تضخم البروستاتا الحميد عند الرجال

تضخم البروستاتا عند الرجال له أعراضه الجانبية التضييقية الحادة والمؤلمة وخاصة حينما يكون التضخم في الجزء المطوق للإحليل من البروستاتا.

وهذا التضخم قد يؤدي بمرور الزمن مع إهمال العلاج إلى الأعراض البولية السفلية مع تغيرات في وظائف المثانة وكذلك قد يؤدي إلى الحصرة البولية الحادة والمزمنة المتكررة.

وفي حالة التضخم في المراحل المتقدمة قد يحدث لاحقًا اختلال في وظائف المثانة من جراء التضيق في الإحليل المطوق من هذه الغدة مؤديًا إلى تغيرات أو قصور باثولوجي في وظائف الكليتين.

أما أعراض اختلال المثانة فتكون التبول الإلحاحي، أو التردد البولي أثناء النهار، أو التبول الليلي والسلس الإلحاحي. أما أعراض التفريغ من جراء التضيق في الإحليل فتكون الشعور بعدم تفريغ المثانة رغم التبول وضعف التيار التدفقي للبول.

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد

يلجأ الأطباء لعدد من الوسائل التشخيصية للتعرف على الورم وكذلك أفضل طريقة لعلاج تضخم البروستاتا الحميد. وفي سبيل ذلك يستخدمون عددًا من الوسائل منها:

الفحص اليدوي

وذلك من خلال فحص البروستاتا عن طريق المخرج (المستقيم) وذلك لتشخيص التضخم في هذه الغدة، وهذا الفحص لا يمكنه أن يحدد درجة التضيق والانسداد في الإحليل.

الاختبارات المعملية

يلجأ الأطباء لبعض الاختبارات المعملية لتشخيص الإصابة بالقصور الكلوي الحاد، لأنه إذا استمرت حالة الاحتباس البولي من جراء التضخم قد تؤثر على وظائف الكلية. حيث يُشخص المريض بارتفاع في نسبة اليوريا والكرياتنين في الدم، وسبب هذه الحالة هو الانسداد التام في الاحليل البروستاتي والناجم عن تضخم البروستاتا.

التشخيص السريري

يتم تحديد درجة الإنسداد في الإحليل وفقاً للتشخيص السريري والعلامات ونتائج الاستقصاءات المختلفة مثل: القسطرة أو منظار المثانة والأمواج فوق الصوتية للمثانة عن طريق المستقيم.

تساعد هذه الوسائل الطبيب على تحديد درجة الانسداد في الإحليل وإذا ما أظهر فحص المثانة والحالب والكلية بواسطة الموجات الفوق الصوتية بأن المثانة غير فارغة من البول مع وجود بول متبقي بمقدار أكثر من 100 ملم وكذلك وجود توسع في الحالبين فهذا يعني إنسداد لملتقى الحالب في المثانة من جراء تضخم في البروستاتا في مرحلة متقدمة.

وفقًا للكشف السريري هذا، فإن المريض قد يكون يعاني من قصور كلوي حاد نتيجة لاحتباس البول بسبب الانسداد وعدم خروج البول وتفريغه بشكل تام إلى الخارج حيث تبقى الأكثرية الساحقة من البول في المثانة.

أسباب تضخم البروستاتا الحميد

حتى يتوصل الأطباء إلى علاج تضخم البروستاتا الحميد، توجب عليهم دراسة وفحص الأسباب بدقة أولًا. تتعدد هذه الأسباب وتختلف بين الأسباب الجسمانية أو البيئية ومنها:

  • التقدم في العمر.
  • التغيرات الهرمونية.
  •  الإرتفاع في قابلية واستعداد الجسم للطفرات الباثولوجية الجينية في الخلايا قد تؤدي أولا إلى التضخم الحميد ومن ثم إلى سرطانها.
  • إرتفاع نسبة التلوث البيئي والغذائي بسبب التعرض لها خلال فترة الحياة مؤديا إلى السرطان بنسبة 40%.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • التهابات البروستاتا الحادة والمزمنة المتكررة.

هذه هي الأسباب الرئيسية للتضخم وتحتم على المريض الحصول على علاج تضخم البروستاتا الحميد. لكن ماذا يحدث على مستوى أعمق داخل خلايا هذه الغدة؟

نمو البروستاتا متعلق كأي خلية بيولوجية بالتوازن الديناميكي بين الإنقسام والموت المبرمج للخلية (Apoptosis) فإذا كان التوازن متواجد فإن أي تضخم لا يحدث وهذا ما نلاحظه بعد سن البلوغ وسن الشباب إلى سن الأربعين.

فإذا حدث هذا وأصبحت نسبة الانقسامات للخلايا أكثر من نسبة الخلايا المبرمجة للموت فإن نمو البروستاتا وتضخمها يحدث تحت تأثير الهرمون الذكري المنتج في الخصية على الخلية البروستاتية، حيث يتحول الهرمون الذكري (Testosterone) إلى الدهيدروتسترون DHT وهذا بدوره يكون مع مستقبلات الهرمونات في داخل الخلية البروستاتية ويتكون مركب مستقبلات الديهدروتستوسترون DHT – Receptor – Complex وهذا الذي يحفز بدوره عوامل النمو ويؤدي إلى انقسام وتكاثر الخلايا والنتيجة تكون التضخم الحميد.

Scroll to Top