google-site-verification=3pFtrKH9az9xXewIZWEAAr0lBoHfoIGctTdpkElQFA8

المثانة العصبية أسبابها وتشخيصها وعلاجها الحديث دوائياً أو بحقن البوتكس

المثانة العصبية هي مرض يصيب المثانة من جراء خلل مرضي أو من جراء أمراض عصبية أو أمراض التهابية مزمنة وهذه الأخيرة هى الأكثر انتشاراً عند النساء من الرجال.

التعريف:

تعرف المثانة العصبية بأنها حالة مرضية تصيب المثانة بعد تعرضها للإلتهابات المزمنة أو تعرض الحبل الشوكي عرضياً إلى حادث متلفاً له كلياً أو جزئياً أو إصابة المريض بمرض التصلب العصبي المتعدد، وهذه الأمراض تؤدي باثولوجياً إلى إرتفاع في نسبة إنتاج المادة الناقلة العصبية (الأستيل-كولين) والتي تفرز من الأعصاب اللاودية بصورة منتظمة ولكن في حالة ارتفاع نسبتها في جدار المثانة تؤدي إلى تحفيز المستقبلات الموسكارينية العصبية والناقل العصبي إلى الدماغ مسببةً فعاليةً فائقةً لعضلات المثانة ومؤديةً إلى السلس البولي الإلحاحي وتسرب للبول بدون سابق إنذار وكذلك مؤديةً إلى الشعور المفاجئ والملح لتفريغ المثانة قبل امتلائها فسيولوجياً (400-300 ملم) بالبول. 

الخلفية الباثوفسيولوجية الحديثة لأسباب ارتفاع فعالية عضلة المثانة قد دلت على وجود عوامل باثولوجية متعددة الجوانب وهي:

– السبب العصبي: يكون إما بسبب استثارة فائقة آتية من مركز التبول في الدماغ (بونتيوم)، أو يكون بسبب فقدان الكبت المثاني في المناطق المركزية العليا هذه، وكما هو الحال عند الإصابة بالأمراض العصبية كمرض التصلب العصبي المتعدد وذلك بسبب فقدان الكبت الفسيولوجي على المثانة مؤدياً إلى نشاط فائق فيها مع تقلص فوق العادة في عضلة المثانة، وهذا ما يشخص أيضاً في حالة إصابة النخاع الشوكي بأذىً عارض مؤدياً عند هؤلاء المرضى إلى إنخفاض في الكبت المركزي الدماغي للمثانة ومسبباً ارتفاعاً في الإستثارة ومسببةً تكوين منعكسات محفزةً ألياف (سين) العصبية المثانة مؤديةً إلى نفس التغيرات الباثولوجية للمثانة العصبية الفائقة الفعالية.

2- السبب العضلي: دلت الدراسات الحديثة على أن التغيرات في تحسس المثانة تجاه المواد المنبهة المتواجدة في البول هو السبب المؤدي إلى المثانة العصبية،

حيث أن هذا التحسس المرتفع يؤدي بمرور الزمن إلى تغيرات في داخل الخلايا المثانية مسبباً إنتاج بروتين سطحي في داخل المستقبلات الموسكارنية ومؤدياً بعد ذلك إلى المثانة العصبية الفائقة النشاط. 

3- السبب الخلوي المثاني: توجد في المثانة خلايا بطانية غشائية وهي الحاجزة ما بين البول المخزون وجدار المثانة العضلي وتوجد في هذه المنطقة من المثانة كمية كثيفة من الأعصاب النهائية، وكذلك أيضاً خلايا سدوية والتي يكمن مفعولها في الإستثارة الإيقاعية المنظمة في المثانة فإذا حدث إختلال باثولوجي لهذه الخلايا فإنه من خلال هذه الأنواع الثلاث من الخلايا في المثانة (الخلايا البطانية الغشائية والخلايا العضلية والخلايا السدوية) تكتسب المثانة الشعور بالإمتلاء مبكراً مؤدية إلى تقلصها ومن ثم تفريغها من البول بدون إنذار مسبق. 

4- السبب التنوعي في المواد الخلوية:  المواد الخلوية المتنوعة في المثانة (العضلية والعصبية والسدوية والغشائية) قد تؤدي إلى تغيير يحدث في الفيسيولوجية الطبيعية للمثانة مما يسبب الإستثارة الفائقة مؤدية إلى التشنج العضلي المثاني.

مفعول البوتكس على أطراف الأعصاب:

مفعول البوتكس (التوكسين العصبي المستخلص من الباسيل البوتوليني) بعد أن تناولنا الأسباب الباثولوجية المؤدية إلى نشاط المثانة الفائق الفعالية، فاإنه من الواجب علينا أن نوضح للقارئ كيفية تأثير هذه المادة على المركب الخلوي المعقد في الجسم عامة والمثانة خاصة لكي نفهم كيف تعمل هذه المادة على إعادة الوظائف الفسيولوجية والتحسس الطبيعي في المثانة أثناء الإمتلاء بالبول إلى حالته الطبيعية.

بعد علاج المثانة بهذه المادة عن طريق الحقن في جدارها يحدث الآتي:

  1. تغيرات جزئية في ميكانيكية الأعصاب المثانية الناقلة إلى المركز العصبي الأعلى.
  2. تخفيض المستقبلات التحسسية المثانية.
  3. تخفيض التحسس العصبي في غشاء المثانة.
  4. قطع الطريق عن إفراز مادة الكولين التي وظيفتها الفسيولوجية الأساسية هو تقلص عضلة المثانة لتفريغ البول بعد إفرازها من المشبك العصبي اللاودي والعضلة المثانية.
  5. تخفيض التحسس العصبي المحيطي الغير مباشر وذلك بواسطة تخفيض التحسس المركزي مؤديةً إلى تخفيض الآلام المزمنة في المثانة ولكنها لا تؤثر في الآلام الحادة في المثانة.

صورة منظارية تبين حقن البوتوكس في المثانة

Scroll to Top