و من هنا و خلال السنوات 1974 إلى 1980 سلط علماء الكيمياء الحيوية بحوثهم و دراساتهم على نظام بروتيني يوجد في داخل الخلية و مسؤول بصورة فعالة فقط على تقطيع و تكسير و تحطيم البروتينات التالفة(Protein degradation) للتخلص منها و سمي بالبروتيازوم (Proteasome) و قد حاز على هذا الإكتشاف هؤلاء العلماء الثلاث على جائزة نوبل في الكيمياء الحيوية لإكتشافهم هذا في سنة 2004، و من خلال إكتشاف هذا النظام توضح كيفية تخلص الخلية من البروتينات المركبة الكبيرة داخلها التي أنهكتها في حجر الخلية, و لكن العالم الياباني (Ohsumi) ركز بحوثه و دراساته (1992) على هذه الظاهرة و إكتشف الإلتهام الذاتي في الخلية البشرية و أثبت بأن الخلية البشرية تحتوي على فجوات عصارية (Vacuoles) و هذه الفجوات هي حجر أيضا و لها علاقة وطيدة بالليزوزوم (Lysosome) للتخلص من الفضلات والمكونات الخلوية التالفة و الجراثيم و الفايروسات، و من ثم تم من قبله إكتشاف الجينات المسؤولة عن الإلتهام الذاتي في الخلية البشرية (1992) حيث تحتوي هذه على بروتينات عملية الإلتهام الذاتي في الخلية و المسيطر عليها من قبل تنظيم جيني متميز في تكوين و البدأ في عملية الإلتهام بواسطة الحويصلات الإلتهامية (Autophagosomes) , و فضلا لدراسات و بحوث العالم (Ohsumi) و من تبعه في الدراسات بعد ذلك تم التوصل إلى أن الإلتهام الذاتي في الخلية البشرية يتحكم في الوظائف الفيزيولوجية الخلوية المتواجدة في مكونات الخلية التي تحتاج إلى تصليح و إعادة تصنيعها (Recycling and regeneration) ولهذا فإن الإلتهام الذاتي في الخلية يزودها بصورة سريعة بالطاقة و في نفس الوقت يحفز مناعتها الذاتية و ذلك بتصنيع محتويات في الخلية لتجديدها، و هذا شيء مهم للخلية للتخلص من أي إصابة مرضية أو عدوائية جرثومية كانت أم فايروسية و كذلك مهم أيضا للتخلص من الجهد الأكسدي من جراء التلوث المائي و الهوائي و الغذائي, في هذه الأثناء و أثناء الصيام خاصة و الجوع عامة تتحفز بصورة خاصة الجينات المسؤولة على عملية الإلتهام الذاتي في الخلية للتخلص من المكونات المذكورة أعلاه والتالفة لخلايا الجسم عامة و كذلك الجراثيم و الفايروسات المسببة للإلتهابات العدوائية في داخلها و هذا هو رد فعل إيجابي و فيزيولوجيا لحماية الخلايا في جسمنا من هذه الأمراض و الجهد الأكسدي و الضعف المناعي.
اقرا باستفاضه عن: علاج سرطان البروستاتا