google-site-verification=3pFtrKH9az9xXewIZWEAAr0lBoHfoIGctTdpkElQFA8

السرطان المثاني (السطحي)

تشخيص الإصابة بسرطان المثانة هو الأكثر انتشاراً عالمياً، حيث تحدث 330.000 إصابة بهذا السرطان سنوياً، وتكون إصابة الرجال مقارنة بالنساء هي (3.8 : 1.0)، وسرطان المثانة هو واحد من أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب الجهاز البولي عند الإنسان وهو السابع بين السرطانات الأكثر انتشاراً عند الرجال والسابع عشر بين السرطانات الأكثر انتشاراً عند النساء.

نسبة الإصابة بهذا السرطان تختلف حسب الموقع الجغرافي في العالم، ويلاحظ حديثاً إنخفاض في الإصابة بهذا السرطان بسبب الوقاية الأولية المؤدية إلى إنخفاض عوامل الخطورة الرئيسية وخاصة التدخين والتلوث البيئي في البلاد الصناعية والتعرض إلى المواد المسرطنة بيئياً وصناعياً.

أما التعرض إلى خطورة الوفاة من جراء هذا السرطان فإنها قد انخفضت في السنوات العشرة الماضية وذلك لتحسن وسائل التشخيص والعلاج لهذا السرطان. الإصابة بسرطان المثانة السطحي تكون بنسبة 75% ويكون غير متوغل في عضلة الجدار المثاني (NMIBC) ولعدم توغله في العضلة المثانية حيث أثبتت الدراسات الإكلينيكية بطء توغله وانتشاره في عضلة الجدار المثاني (NMIBC)، ولهذا فإن نسبة الشفاء تكون عالية في حالة الإصابة بالسرطان السطحي وفي أي مرحلة قبل توغله في العضلة مقارنة بالسرطان المثاني المتوغل (NMIBC) والذي يعتبر ذا خطورة عالية قد تؤدي إلى الوفاة مبكراً.

عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بسرطان المثانة: :

الدراسات الإكلينيكية دلت على أن سبب الإصابة بسرطان المثانة له علاقة وطيدة بالإستعداد الجيني والشخصي للمصاب وخاصة بعد التعرض إلى عوامل الخطورة التالية:

 

1- تدخين التبغ: التدخين هو من أكثر العوامل المؤدية إلى سرطان المثانة وتسبب بإصابة (%50 – %65) من الرجال وبإصابة (7% – 20%) من النساء، حدوث الإصابة بالسرطان هذا له علاقة بفترة التدخين وعدد السجائر المدخنة يومياً من قبل الشخص، ونسبة الإصابة بهذا السرطان تكون مرتفعة عند هؤلاء الأشخاص الذين بدؤوا التدخين في وقت مبكر من حياتهم وخاصة بعد بلوغ سن الرشد وكذلك الذين يتعرضون أيام طفولتهم إلى وسط بيئي يوجد فيه تدخين للتبغ،

 

 أما سبب الإصابة فتكون من جراء احتواء التبغ على المواد المسرطنة للمثانة وخاصة الأمينات العطرية (Aromatic Amines) والهيدروكربونات العطرية ذات الحلقات المتعددة (Polycyclic Aromatic Hydrocarbons).

 

2- التعرض المهني للكيميائيات: التعرض مهنياً وبيئياً من خلال العمل في مصانع الأصباغ وحفر البترول والمعادن والتعرض بيئياً ومهنياً إلى الكيميائيات هو السبب الثاني للإصابة بسرطان المثانة مع العلم بأن الدراسات الإكلينيكية الحديثة أثبتت أن الإصابة مهنياً بهذا السرطان تتراوح ما بين (%20 – %25) أما المواد الكيميائية التي أثبتت خطورتها فهي مشتقات البترول (البنزين) (Benzenederivatives) والأمينات الأريلية (Aryl Amines) مثل الأنيلين وكذلك بسبب التعرض مهنياً إلى منتجات الأصباغ، ومنتجات المطاط، والمواد الصناعية للمنسوجات، وكذلك الأصباغ والجلود والكيميائيات التي تستعمل في هذه المصانع لتحضير وتصنيع هذه المواد، أما فترة حدوث الإصابة فتكون بعد التعرض لهذه العوامل بعشرة سنوات، أما فترة الكمون حتى نشوء السرطان فتكون بحوالي الـ 30 سنة. أما الأمينات المكلورة (Chlorinated Amines) فهي الأكثر خطورة للإصابة بسرطان المثانة بنسبة 10% من مجموع عوامل الخطورة الأخرى المؤدية إلى هذا السرطان.

 

3- تناول كميات كبيرة من الماء المكلور وهذه المياه المكلورة تعتبر من المواد المسرطنة للخلايا في الجسم عامة والمثانة خاصة، وكذلك احتواء مياه الشرب على مادة الزرنيخ الذي يرفع نسبة الإصابة بهذا السرطان.

4- التعرض إلى الإشعاعات الأيونية وخاصة بعد العلاج الإشعاعي للسرطانات الأنثوية وكذلك السرطانات الذكرية كسرطان البروستاتا.

  1. أثبتت الدراسات الإكلينيكية بوجود علاقة وطيدة بين الإصابة بعدوى البلهارزيا (Bilharzia) وبين تكوّن سرطان المثانة الحرشفي، حيث إن هذه العدوى تؤدي إلى إلتهابات مزمنة في المثانة مسببةً نشوء هذا النوع من السرطان في المثانة.

6- التعرض للكيمياويات العلاجية في حالة علاج السرطانات اللمفاوية وخاصة المضاد الكيمياوي السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide) وقد تؤدي هذه إلى سرطان المثانة بعد مدة كمون من (6 – 13) سنة.

الأعراض:

القصة المرضية للمصاب بهذا السرطان وعلاقته بعوامل الخطورة المؤدية إلى سرطان المثانة وخاصة التدخين، التعرض الكيميائي المهني.

التصوير:

  1. تصوير الجهاز البولي العلوي والسفلي بواسطة الأشعة السينية الملونة لمعرفة وجود أو عدم وجود انتشار لسرطان المثانة في الحالب أو في الحوض الكلوي، حيث تحدث إصابة المسالك البولية العليا (الحوض الكلوي والحالب) بنسبة (1.8%) ونسبة إصابة مثلث المثانة تكون (%7.5).
  2. التصوير المقطعي (CT)، حيث يستطاع الكشف عن انتشار السرطان المثاني إلى الحوض الكلوي أو الحالب بنسبة أعلى من التصوير بواسطة الأشعة السينية الملونة وكذلك الكشف عن إصابة الغدد اللمفاوية أو عدمها من جراء هذا السرطان.
  3. التصوير المقطعي (MRI): أو التصوير بواسطة الرنين المغناطيسي المقطعي الملون للكشف عن إصابة أعضاء أخرى في البطن وما خلف البريتون بهذا السرطان وخاصة الغدد اللمفاوية.
  4. الموجات فوق الصوتية تستعمل هذه الآلية التشخيصية كوسيلة مبدئية لتشخيص الورم في المثانة وبنسبة عالية وذلك بسبب الفعالية التصويرية والتشخيصية للمحول الطاقي (Transducer) للأجهزة الحديثة ويتم ذلك بواسطة الموجات فوق الصوتية من خلال التصوير بواسطة هذا المحول الطاقي من فوق المثانة، وفي نفس الوقت يتم تشخيص أي توسع أو عدمه في الحوض الكلوي من جراء انتشاره في المسالك البولية العليا (الحالب والحوض الكلوي) أو بسبب تضييقه لفتحة الحالب في المثانة.
  5. الفحص الخلوي للبول يتم ذلك بواسطة فحص البول للبحث عن خلايا سرطانية ويستطاع تشخيص 28-100% من السرطان المثاني السطحي مع العلم بأن هذه الوسيلة التشخيصية يكمن بحساسيتها التشخيصية العالية للخلايا السرطانية في المسالك البولية المثانية أو الحالبية أو المتواجدة في الحوض الكلوي.
  6. الواسمات الجزئية في البول.
  7. المنظار المثاني: يجرى هذا الفحص التشخيصي فقط في حالة عدم التأكد من ورم مثاني بواسطة الوسائل التشخيصية التصويرية المذكورة آنفاً، وذلك لأن المريض المصاب بسرطان المثانة سيخضع عاجلاً أو آجلاً إلى القلع المنظاري بعد تشخيصه مسبقاً بواسطة الوسائل التشخيصية المذكورة آنفاً.

العلاج

هنالك نوعان من العلاجات لهذا السرطان السطحي (NMIBC): 1) العلاج المساعد: وهذا العلاج الحديث والناجح في المرحلة الأولى والثانية لهذا المرض هو قلع الورم بواسطة المنظار وفي نفس الوقت العلاج المناعي بعد قلع الورم بأسبوعين حيث يتم التستيل أسبوعياً للمادة المناعية (BCG) في المثانة لمدة ساعتين ولمدة ستة أسابيع متتالية وبعد ذلك ولمدة سنة كاملة كل ثلاثة أسابيع، حيث أثبت الدراسات إكلينيكياً بأن هذا العلاج قد أدى إلى نسبة شفاء عالية في السنوات الأخيرة مقارنة بالعلاجات التقليدية الأخرى. أما إذا حدث رجوع نمو جديد لهذا السرطان في المثانة بعد قلعه منظارياً وعلاجه مناعياً بعد ثلاثة أشهر فإن هذا يدل على عدم قلع هذا السرطان بصورة جذرية أو إلى عدم علاجه بصورة صحيحة وكافية ولهذا فإنه من الضروري أن يجرى الإستئصال منظارياً مرة ثانية ومن ثم العلاج المساعد لجميع المرضى المصابين بسرطان المثانة البدائي والغير متوغل في العضلة المثانية (NMIBC) بدون استثناء.

البروفيسور الدكتور سميرالسامرائي

Scroll to Top