google-site-verification=3pFtrKH9az9xXewIZWEAAr0lBoHfoIGctTdpkElQFA8

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟

تخطَّت نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة 90%، ومع تنوّع طرق إجرائها، إلَّا إنّها تهدف في النهاية إلى إعادة الخصية إلى مكانها الصحيح في كيس الصفن، ما يُساعِدها على إنتاج الحيوانات المنوية بسهولة، لكن رغم نسبة النجاح المرتفعة، لا تخلو العملية من أضرارٍ محتملة، خاصةً مع إهمال اختيار الجرَّاح المناسب، ومِنْ ثَمَّ هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟ وإن كانت كذلك فما أهم هذه المخاطر؟

ما هي عملية الخصية المعلقة؟ 

عملية جراحية يُجرِيها الطبيب لنقل الخصية من المنطقة الأربية إلى كيس الصفن، موضعها الطبيعي، وتُؤدِّي هذه العملية إلى استقرار الخصية في مكانها الأصلي، كما تحمي من المضاعفات المُحتمَلة للخصية المُعلَّقة.

تُعرَف عملية الخصية المعلقة أيضًا بتثبيت الخصية؛ إذ تستقر الخصية في كيس الصفن بعد انتهاء العملية.

أسباب إجراء عملية الخصية المعلقة

قبل معرفة هل عملية الخصية المعلقة خطيرة أم لا، فإنَّ الأسباب الداعية لإجرائها لا تخرج عمَّا يلي:

  • الخصية المعلقة

تنمو الخصية طبيعيًا في منطقة البطن، بينما الجنين في رحم الأم، ثُمَّ تنزل الخصية تلقائيًا إلى موضعها الطبيعي في كيس الصفن قبل الولادة، أو في الأشهر الأولى بعد الولادة.

هذا هو الطبيعي، لكن إن لم تنزل الخصية وبقيت في البطن، أو في أي مكانٍ سوى كيس الصفن، فهذه هي الخصية المعلقة التي تُصِيب 3% من الأطفال.

  • التواء الخصية

تُجرَى نفس العملية أيضًا في حالة التواء الخصية، وهي حالة مؤلمة، ينقطع فيها تدفّق الدم عن الخصية، وتُصِيب 1 من كل 4000 لمن هم دون 25 عامًا.

التحضيرات قبل إجراء عملية الخصية المعلقة

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟ ربَّما، لكن من الممكن خفض مخاطر أي عملية جراحية بالتزام التعليمات الطبِّية قبل إجراء العملية.

يُخدَّر الطفل قبل إجراء عملية الخصية المعلقة، ومِنْ ثَمَّ فهو بحاجةٍ إلى اتِّباع بعض التعليمات الخاصة بالطعام والشراب، وقد تختلف هذه التعليمات حسب عمر الطفل كما يلي:

  • الأطفال الأكبر من 12 شهر

ينبغي عدم إطعام هؤلاء الأطفال بعد منتصف الليلة السابقة لإجراء العملية، وكذلك الشراب، كاللبن، والعصائر وغيرها.

  • الأطفال الأصغر من 12 شهر

يُمكِن للرضيع الحصول على اللبن الصناعي قبل 6 ساعات من وصوله إلى المستشفى، إن كان مُعتمِدًا عليه في تغذيته قبل ذلك.

أمَّا لو كان مُعتمدًا على لبن الأم، فيُمكِنه الحصول على آخر رضاعة قبل الوصول إلى المستشفى ب4 ساعات فقط.

  • كل الأطفال

يُسمَح للأطفال بتناول سوائل صافية قبل العملية بساعتين، كالماء، والعصائر التي يمكنك أن ترى من ورائها (الرائقة) كعصير التفاح، أمَّا اللبن فليس سائلًا صافيًا.

يُنصَح بغسل المنطقة الأربية في اليوم السابق للعملية، وكذلك في صباح يوم العملية؛ للوقاية من العدوى.

خطوات إجراء عملية الخصية المعلقة

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟ تختلف الإجابة حسب طريقة إجراء العملية؛ إذ يُمكِن إجراءها بطرقٍ عِدّة، حسب موضع الخصية، وإمكانية إحساس الطبيب بها من عدمه.

  • عملية الخصية المعلقة عن طريق كيس الصفن

إذا كانت الخصية قابلة للسحب، أو كانت موجودة أعلى كيس الصفن، فهذه الطريقة الجراحية هي أفضل خيار لإعادة الخصية إلى مكانها:

  1. يصنع الطبيب شقًا جراحيًا في نصف كيس الصفن الموجود في ناحية الخصية المعلقة إلى أن يصل إلى اللفافة السِّلخية للصفن (Dartos’ fascia).
  2. يستمر الطبيب باتجاه الأنسجة الرخوة ناحية الحلقة الأُربية العميقة إلى أن يتعرَّف الخصية.
  3. يعزل الطبيب العصب الحرقفي الأُربي؛ كي لا يُصاب خلال العملية.
  4. تُسحَب الخصية برفقٍ إلى موضع إجراء العملية.
  5. يشقّ الطبيب الرسن والعضلات المُشَمِّرية ويفصلها عن الحبل المنوي، وفي النهاية يصير طول الحبل المنوي مناسبًا للخصية التي استقرت في كيس الصفن.
  • عملية الخصية المعلقة عن طريق الأربية

هي أكثر طرق إجراء عملية الخصية شيوعًا، ويُفضَّل إجراؤها إن كانت الخصية المعلقة في القناة الأُربية:

  1. يصنع الطبيب شقًا جراحيًا فوق القناة الأُربية، ثُمَّ يشق طريقه عبر الأنسجة أسفل الجلد؛ لكشف القناة الأربية والحلقة الظاهرة.
  2. تُفتَح اللفافة المائلة الخارجية، ويعزل الطبيب العصب الحرقفي الأربي.
  3. يُحدِّد الطبيب مكان الخصية المعلقة والحبل المنوي، ثُمَّ يفصل الناتئ الغمدي عن الحبل المنوي؛ إذ يُجرَى له ربطٌ عالٍ؛ لتوفير طول كاف يسمح للخصية بالوصول إلى كيس الصفن.
  4. يتأكَّد الطبيب من أنَّ الأوردة المنوية أمام الأسهر.
  5. يصنع الطبيب جيبًا في شقِّ كيس الصفن على نفس الناحية.
  6. يستخدم الطبيب مُمسِكًا عبر الشق الجراحي؛ وصولًا إلى القناة الأربية لسحب الخصية برفق إلى كيس الصفن.
  • عملية الخصية المعلقة بالمنظار

ما لم يكن الطبيب قادرًا على الإحساس بالخصية المعلقة، فقد يلجأ إلى المنظار في إجراء العملية:

  1. يصنع الطبيب شقوقًا جراحية صغيرة في البطن؛ للسماح بدخول المنظار والأدوات الجراحية.
  2. يُحدِّد الطبيب موضع الخصية، الأوعية الدموية، ومدى سلامة الخصية.
  3. تُفصَل التصاقات الرسن برفق، ويُحرَّك الحبل المنوي بعيدًا عن جدار البطن.
  4. يصنع الطبيب جيبًا في نصف كيس الصفن على نفس الناحية.
  5. يُمرِّر الطبيب أداةً عبر القناة الأربية وصولًا إلى جوف الصِّفاق (التجويف البريتوني)؛ لسحب الخصية برفق إلى الكيس الذي أنشأه الطبيب.
  6. تُثبَّت الخصية في اللفافة السلخية لكيس الصفن بخيوط قابلة للامتصاص (لا تترك أثرًا ولا تحتاج إلى فكّ).

علامات نجاح عملية الخصية المعلقة

تبلغ نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة ما يقرب من 95%، وتتضمَّن أهم علامات نجاحها ما يلي:

1- نزول الخصية إلى كيس الصفن

هذا هو الهدف من إجراء عملية الخصية المعلقة، ودليل نجاحها وجود الخصية في كيس الصفن بعد انتهاء العملية، إضافةً إلى المظهر الطبيعي لكيس الصفن، وزوال أي تورّم أو احمرار حدث فيه بعد العملية.

2- تحسُّن الخصوبة مستقبلًا

قد يُواجِه بعض الأطفال مشكلات الخصوبة مستقبلًا وصعوبة الإنجاب مع الخصية المعلقة، ويُفترض أن تساعد عملية الخصية المعلقة في تحسين الخصوبة وإنتاج الحيوانات المنوية؛ لأنَّ الخصية قد عادت إلى مكانها الطبيعي.

3- غياب الألم

ليس شائعًا الإحساس بالألم حال المعاناة من الخصية المعلقة، لكن إن عانى المريض ذلك قبل العملية، فمن دلائل نجاحها زوال ذلك الألم بعد إجرائها.

4- عدم حدوث مضاعفات

قد يصحب العمليات الجراحية مضاعفات بعد إجرائها، لكن من علامات نجاح أي عملية عدم حدوث مضاعفات خطيرة بعدها، مثل: العدوى، أو النزيف الشديد.

أيضًا تمنع العملية وقوع بعض المضاعفات الخطيرة الناجمة عن الخصية المعلقة، مثل: سرطان الخصية.

5- تحسُّن إنتاج الهرمونات

الخصية مسؤولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون، وفي بعض الحالات يتأثَّر إنتاج الهرمون في وجود الخصية المعلقة؛ لذا فإنّ من علامات نجاح العملية استمرار إنتاج التستوستيرون وبلوغه مستوياته الطبيعية في الدم.

أضرار عملية الخصية المعلقة

إذا أُجريت عملية الخصية المعلقة على يد جراحٍ خبيرٍ، فإنَّ فرص الإصابة بأضرارها تتراجع كثيرًا، التي قد تتضمَّن ما يلي:

  1. العدوى.
  2. النزيف.
  3. الندب.
  4. التورّم والكدمات.
  5. مخاطر التخدير.

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟

تُعدّ عملية الخصية المعلقة من العمليات الناجحة؛ إذ تتجاوز نسبة نجاحها أكثر من 90%، لكن مع ذلك فقد لا تخلو من مخاطر، مثل:

1- ضمور الخصية

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟ يُعدّ ضمور الخصية من أخطر مضاعفات العملية، وقد تحدث بسبب إصابة الأوعية المنوية؛ أو نقص التروية نتيجة الضغط الشديد على الحبل المنوي.

يُمكِن تفادي مثل هذه المشكلة باختيار جرَّاح خبيرٍ لإجراء العملية؛ إذ هو قادر على تعيين الشرايين والأوردة الموجودة في الحبل المنوي قبل الانخراط في الشقّ الجراحي.

2- تلف الأسهر

الأسهر أو القناة الناقلة للمني، قد تتعرَّض لمنع تدفّق الدم عنها خلال العملية، كما قد تُقطَع أو يربطها الطبيب دون قصدٍ، ما يُؤدِّي في النهاية إلى الإخلال بوظيفتها؛ لذا فالخبرة الطبية مطلوبة للوقاية من هذه المشكلة.

3- ارتقاء الخصية

قد ترتفع الخصية عن موضعها في كيس الصفن، خاصةً إذا ثبَّتها الطبيب مع وجود شدٍّ مُفرط لها، وذلك قد يحدث عادةً؛ نتيجة عدم تحرير النسيج الضام حول الحبل المنوي بطريقةٍ صحيحة.

4- العدوى

ما زلنا نُجِيب عن سؤالك هل عملية الخصية المعلقة خطيرة أم لا، إذ تزداد فرص الإصابة بالعدوى حال إجراء عملية الخصية المعلقة لكلا الخصيتين، ما قد يُؤدِّي إلى خسارتهما حال ولوغ العدوى فيهما.

لذا يُفضِّل الأطباء حال معاناة المريض من خصيتين مُعلَّقتين، إجراء عملية منفردة لكل واحدةٍ على حدة، يفصل بين كل منهما بضعة أشهر.

نصائح بعد إجراء عملية الخصية المعلقة

بعد أن علمتَ هل عملية الخصية المعلقة خطيرة أم لا، فمن المهم اتِّباع تعليمات الطبيب بعد العملية؛ لتسريع الشفاء، والوقاية من المضاعفات، وتفصيل ذلك فيما يلي:

1- النظام الغذائي

يُسمَح فقط بالسوائل الصافية في الساعتين التاليتَين لعملية الخصية المعلقة، فإن كان الطفل قادرًا على تحمّلها، يسعه الانتقال إلى الأطعمة اللينة في غضون ساعتين أو أكثر، مثل:

  • الموز.
  • الأرز.
  • الحساء.

وينبغي تجنّب الأطعمة الدهنية، ويُمكِن استئناف النظام الغذائي المُعتاد في اليوم الثاني منذ إجراء العملية.

2- معالجة الألم

يصف الطبيب بعض الأدوية المُسكِّنة للآلام بعد العملية، خاصةً في أول يومين؛ إذ ينبغي التزام الجرعة التي قرَّرها الطبيب، وكذلك نوع الدواء الموصوف.

3- الزيارة الدورية

ينبغي زيارة الطبيب مجددًا وفق موعدٍ مُحدَّد في غضون 4 – 6 أسابيع بعد عملية الخصية المعلقة؛ للمتابعة ومعرفة مدى نجاح العملية.

4- العناية بالجرح

يُنصَح باتِّباع تعليمات الطبيب بشأن العناية بالجرح، ومن ذلك:

  • استخدام مرهم مضاد حيوي عدة مرات في اليوم في موضع الجرح.
  • حمامات إسفنجية (باستخدام قطعة قماش) لمدة 4 أو 5 أيام بعد العملية.
  • لا ينبغي أن يُغمَر موضع الجرح كاملًا بالماء بأي حالٍ من الأحوال.

5- النشاط البدني

يُفضَّل تجنُّب بعض الأنشطة البدنية كالسباحة وركوب الدراجات لمدة أسبوعٍ بعد العملية، ويُسمَح للطفل بالعودة إلى المدرسة في غضون 2 – 3 أيام بعد العملية.

أمَّا ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، أو من يرتادون الصالات الرياضية، فلا يُسمَح لهم باستئناف ما اعتادوه، إلَّا بعد زيارة الطبيب في غضون 4 – 6 أسابيع بعد العملية.

متى تزور الطبيب؟

ينبغي زيارة الطبيب على الفور إن ظهرت بعض الأعراض، مثل:

  1. ارتفاع درجة الحرارة.
  2. نزول إفرازات ذات رائحة كريهة من موضع الجرح.
  3. زيادة حدة الألم في موضع الجرح.
  4. تورّم أو احمرار موضع الجرح، أو تفاقمه.
  5. اضطرابات الجهاز الهضمي التي لا تتحسَّن، مثل: الغثيان، القيء، الإمساك، أو الإسهال.

تكلفة عملية الخصية المعلقة 2023

تختلف تكلفة عملية الخصية المعلقة حسب بعض العوامل، مثل:

  1. خبرة الجرَّاح، فكُلَّما زادت خبرته وتمكّنه من العملية، ازدادت مُعدَّلات الأمان ونسبة النجاح، وتراجعت فرص الإصابة بالمضاعفات كثيرًا.
  2. المستشفى أو المركز الذي تُجرَى فيه العملية، فكُلَّما توفَّرت التقنيات الطبية الحديثة، تعزَّزت نسبة النجاح.
  3. إجراء العملية لخصيةٍ واحدة فقط أم لكلا الخصيتين.
  4. طريقة إجراء العملية؛ إذ تختلف حسب موضع الخصية المعلقة.
  5. تكلفة الأدوات المُستخدَمة خلال العملية، فليس المنظار كأدوات الجراحة المفتوحة.
  6. أجرة الطاقم الطبي المُعاوِن للطبيب خلال العملية.

يُقدَّر متوسط تكلفة عملية الخصية المعلقة بنحو 5 آلاف درهم.

الخلاصة

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟ نعم، قد تُصبِح العملية خطيرة إذا لم يختر المريض طبيبًا مناسبًا خبيرًا لإجرائها، فضمور الخصية أحد أبرز هذه المخاطر، وكذلك احتمال صعود الخصية وعدم ثباتها في كيس الصفن، وجلّ هذه المضاعفات عائد إلى افتقاد المهارة والخبرة الطبية المطلوبة، ما يُؤكِّد الحاجة إلى اختيار جرَّاحٍ خبيرٍ في مثل هذا النوع من العمليات.

المصادر

Scroll to Top