فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لدى الرجل و المرأة

تعتبر السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري مشكلة آخذة في الازدياد لدى الرجال، علاوة على الإصابة بأمراض سرطانية أخرى مرتبطة بهذا الفيروس والمستمرة في الإنتشار، ولذلك يجب بذل كل الجهود لمنع إنتشار الإصابة به بثلاث خطوات ]التوعية الوقائية (الجنس الآمن) والفحص المبكر لتشخيص الفيروس والتطعيم بعد إستئصال ثألول الورم الحليمي (HPV)[ [1].

اليوم العالمي للتوعية بفيروس الورم الحليمي البشري HPV في 4 مارس، هدفه حملة 2022 هو القلق بإرتفاع الإصابة بسرطاناته لدى الرجل والمرأة وترتكز هذه الحملة على الثلاث خطوات المذكورة أعلاه والتي من شأنها أن تساعد في القضاء على السرطانات لدى الرجل والمرأة التي يسببها الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. وللأسف الشديد في حين أن معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي سببه هذا الفيروس قد بدأ بالإنخفاض بنسبة 1٪ سنويًا خلال العقدين الماضيين، أثبتت الدراسات الإحصائية والإكلينيكية الحديثة بإرتفاع إصابة 60.000 رجل سنويا بسرطانات في المنطقة الجنسية التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري، وذلك لأن التطعيم لدى الجنسين كان للأسف خارج نطاق البحوث والدراسات الإكلينيكية لفترات طويلة، مما أدى إلى إعاقة الرجال والنساء من الحصول على حماية مناعية عالية التغطية [2]. الدراسات الإكلينيكية والبحوثية الحديثة دلت على زيادة سنوية عامة بهذه السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري وخاصة سرطان القضيب التي تم تشخيصه في السنوات الأخيرة وكان سببه الرئيسي الإصابة بهذا الفيروس [1،3،4].

وكذلك أشارت الدراسات الإكلينيكية الحديثة بأن سرطان القضيب كان أكثر انتشارًا في البلدان ذات الدخل المنخفض (العديد منها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية) [4،5]، وقد تم الإبلاغ عن إصابات بالسرطان هذا بنسبة عالية وخاصة بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري ذو النوع 16 و 18 و 31 و 33 وخاصة حالات الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية القضيبية (SCC)، وتقدرالإصابة بواحد من كل اثنين إصابة بسرطان القضيب على مستوى العالم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري [5،6].




توجد حوالي المئة نوع من فيروس الورم الحليمي البشري HPV، ولكن أكثر من 40 نوعا قد تنقل جنسيا. النوع 6 و11 هي الأكثر إنتشارا وبنسبة إصابة تصل إلى 90% في المنطقة الجنسية والشرجية ويعتبر هذان النوعان من الفيروسات الحليمية ذو الخطورة الواطئة ومن غير المكونات للأورام الخبيثة السرطانية، ولكن النوع 16 و18 فهما نوعان ذو الخطورة العالية ويصيبان المنطقة الجنسية والشرجية والمهبل والذكر عند الرجل وقد تؤدي إلى السرطان بنسبة عالية إذا لم يعالج. الدراسات الكلينيكية تدل على أن 50% من الأشخاص ذوي الفعالية الجنسية سيصابون على الأقل مرة واحدة في حياتهم بهذا الفيروس وتقريبا 70% من هذه الإصابات الفيروسية الحليمية تختفي تلقائيا من جسم المصاب خلال سنة واحدة و90% خلال سنتين. الإنتقال لهذا الفيروس قد يحدث من أشخاص مصابون بدون أعراض جلدية لهذا الفيروس كالثألول أو حبوب صغيرة حمراء أو ينتقل من بين النساء المصابات بهذا الفيروس وبدون أعراض جلدية وتكون نسبة إنتشاره مابين 2-44% أومن بين الرجال المصابون بذلك وتكون نسبة إنتشارة وبدون أعراض جلدية بنسبة 2.3-34%.

تبدأ الإصابة بالطبقة الجلدية للخلايا القاعدية ومن ثم تحفز هذه الإصابة بتكاثر خلايا الظهارية وقد يصيب الثألول فتحة المجرى البولي الخارجية مسببا أعراض كالحرقة في البول ودم في البول وصعوبة بالتبول.

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لدى الرجل و المرأة
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لدى الرجل و المرأة

ومن الجدير بالعلم فإن فيروس الثألول البشري (HPV) هو من الفيروسات التي تعود إلى مجموعة الـ (PAPOVA) وإن هذا الفيروس والذي يحتوي على الـ (DNA) ينتشر بواسطة التلامس بين بشرة وأخرى وخاصة أثناء المداعبة الجنسية أو أثناء الممارسة الجنسية أياً كان نوعها، حيث تنتقل هذه جنسياً فقط، وقد أثبتت الإحصائيات العالمية إصابة ثلاثون مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم بهذا الفيروس في المنطقة الجنسية لوحدها، ويشخص سنوياً ستة ملايين إصابة جديدة بهذا الفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية وثمانمائة ألف إصابة في أوروبا، وإن نسبة تشخيص الإصابة بهذا الفيروس سنوياً عند النساء في جميع الأعمار (%26.8) بينما ترتفع نسبة تشخيص الإصابة سنوياً عند النساء ما بين سن العشرين والأربعة والعشرون إلى (%44.8).

الإصابة بالنوعين (11، 6) هي الأكثر انتشاراً وهي من غير المكونات للأورام وتعتبر من الفيروسات البشرية الحليمية ذات الخطورة الواطئة، وتحدث الإصابة بهذا الثألول البشري الحليمي في المنطقة الجنسية وكذلك في الجهاز التنفسي أيضاً، أما الإصابة بالفيروسات البشرية الحليمية ذات الخطورة العالية تكون بسبب الإصابة وبصورة خاصة بالنوعين (16، 18) إضافة إلى الأنواع (31,33,35,39,45,51,52,56,58,66,68,69,73,82)، وأن وجودها شُخِّص في خلايا الأورام الخبيثة لدى المرأة المصابة به في عنق الرحم أو المهبل أو الفرج وهذا الأخير يشمل (الشفرين الكبيرين والصغيرين، وقنة العانة والبظر والعجان ودهليز المهبل)، مع العلم بأن الإصابة بهذين النوعين (16، 18) قد تؤدي إلى تكوّن سرطان عنق الرحم بنسبة 70%، وأن إثني عشر ألف (12.000) إصابة جديدة بهذا السرطان من جراء الإصابة بهذين النوعين من الفيروس تشخص سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه للأسف الشديد يتوفى أربعة آلاف (4.000) إمرأة مصابة سنوياً من جراء ذلك، مع العلم بأن الإصابة بسرطان القضيب عند الرجل، والإصابة بسرطان المخرج عند الرجل والمرأة قد تسببها الإصابة بهذين النوعين من الفيروس (16، 18) أيضاً وكذلك قد تسببها الأنواع الأخرى ذات الخطورة العالية والمذكورة مقدماً.

تحدث الإصابة عدوائيا بالفيروس من النوعان ( 6،11 ) أو النوعان ( 16،18 ) أو الأنواع الأخرى المذكورة مقدماً وتسبب تكون ونمو الثألول في المنطقة الجنسية الخارجية بعد تعرض الشخص الى خدش مجهري أثناء العملية الجنسية مهيئا ومؤديا الى توغل الفيروس في داخل خلايا المنطقة الجنسية، وقد شخص وجود هذا الفيروس بعد الإصابة به في عنق الرحم، أو المهبل، أو الإحليل، أو المخرج أو في الأغشية المخاطية في الفم والأنف، أما الإصابة في ثالول المخرج فترجع إلى الإصابة عن طريق المارسة الجنسية المخرجية، أما الاصابة بالثألول خارج المخرج فإنه قد يكون من جراء الاحتكاك بجلد الشريك الجنسي المصاب بهذا الفيروس.

أكثر هذه الإصابات قد تكون بدون أعراض ولكن قد يسبب هذا الثألول عند بعض المصابين أوجاعاً، أو حرقة، أو حكة، أو نزيف موضعي في منطقة الإصابة بالثألول نفسه. هنالك أعراض قد تشكو منها النساء المصابات بهذا الفيروس وبصورة خاصة الحكة المهبلية أو الإفرازات الموجعة، ولكن عامة تكون الأعراض عند المرضى المصابين بثألول هذا الفيروس هو ظهور أورام ثألولية حليمية في المنطقة التناسلية أو الجنسية، و تكون مبدئياً عبارة عن ورم ثألولي صغير ينتشر عند الرجل في منطقة الصفن، أو العجان، أو في جسم القضيب، أو في فتحة الإحليل الخارجية، وينتشر عند المرأة في منطقة الفرج (الشفرين الكبيرين أو الصغيرين) أو المهبل أو عنق الرحم.

أما فترة كمون العدوى لهذا الفيروس (وهي الفترة الزمنية من أول يوم الإصابة به إلى ظهور الأعراض المرضية ومن ضمنها الثألول في المنطقة التناسلية أو الجنسية وإنها قد تمتد من ثلاثة أسابيع إلى ثمانية أشهر.

الفحص السريري لهذا المرض الفيروسي يبدأ عادة بفحص المنطقة الجنسية والتناسلية والبحث عن الأورام الثألوثية الحليمية المظهر بواسطة العدسة المكبرة (x5) ولتشخيص نوع الثألول ودرجة خطورته مختبرياً فإنه يتم حديثاً بواسطة مسحة تؤخذ من سطح الثألول لتشخيص تسلسل الحمض النووي بطريقة التفاعل التسلسلي البوليمرازي (PCR) لتشخيص نوع الفيروس البشري الحليمي ودرجة خطورته.

أظهرت وأثبتت نتائج بحوثية وإكلينيكية للأمراض الوبائية العالمية بأن هنالك عامل مشترك بين الإصابة بهذا الفيروس ذي النوع (16,18) وإصابة الشريكة الجنسية (الزوجة) بسرطان عنق الرحم؛ وبما أن هذا الفيروس (HPV) هو من أكثر الأمراض الجنسية انتشاراً عند الرجل والمرأة، وفي نفس الوقت نسبة تواجده العالية في حالة الإصابة في داخل الخلايا الظهارية الفوسيفسائية في المنطقة الجنسية، فإنه محتملٌ أيضاً أن يتعرض الرجل المصاب بهذا الفيروس إلى الإصابة بسرطان القضيب أو سرطان الإحليل، والمرأة المصابة تتعرض علاوةً إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم إلى سرطان المهبل، أو سرطان الفرج، أما التعرض إلى إصابة المخرج بالسرطان فإنه يكون بسبب عدم الخضوع إلى العلاج المبكر لقلع الثألول والعلاج الموضعي والخضوع إلى الوقاية من الفيروس هذا بواسطة التلقيح ضد هذه الإصابة أو تكرارها.

أما العلاج الحديث والفعال في الوقت الحاضر فهو قلع الثألول بالليزر تحت التخدير الموضعي . أما في حالة الإصابة في فتحة الأحليل البولي الخارجية أو الداخلية أو المنطقة المجاورة للمخرج فهذه تفحص سريريا ومختبرياً وكما ذكر مقدما بدقة وحذر، أما في حالة الشك بالاصابة بالعدوى في فتحة الاحليل البولي الخارجية فأن المعاينة المنظارية للأحيل والمثانة لابد منه قبل علاج أي إصابة للثالول الفيروسي خارجيا.

منذ سنوات قليلة استطعنا عالمياً ومحلياً -والحمد لله- من إستئصال هذا الثألول والأورام الناتجة عن ذلك بواسطة تبخيرها بشعاع الليزر وبنسبة نجاح تقدر بـ 72%، وتكون نسبة نموه ورجوعه مرة أخرى بنسبة 28%، وهنالك دراسات إكلينيكية حديثة تدل على نجاح العلاج الموضعي في حالة رجوع الإصابة بالثألول رغم استئصاله بالليزر وخاصة عند النساء. وأكثرها استعمالاً في الوقت الحاضر هو مرهم أميكيمود (Imiquimod) حيث يؤدي هذا الدواء إلى تكييف خلوي في داخل الفيروس البشري الحليمي مؤدياً إلى إفراز مادة متحركة (السيتوكين) في داخل الخلية مخفضةً بذلك تكاثر الفيروس في داخلها حيث يقضى عليه بعد ذلك، وتكون نسبة الشفاء عند المرأة 77% وعند الرجل 40%، أما المرهم الآخر والمسمى بالسيانيتشين (Sinecatechins) فهو عبارة عن مركب متكون من مضاد أكسدي ومضاد فيروسي يؤدي استعماله إلى تفعيل المناعة الخلوية الذاتية ومن ثم القضاء على الفيروس، أما نسبة الشفاء فتكون 52.%

أما اللقاحان الجديدان فهما اللقاحان الرباعي والتساعي التكافئ للتطعيم ضد هذه الفيروسات حيث تحتوي هذه على البروتين (L1) وهو أكبر البروتينات القفيصية لهذا الفيروس حيث يصنع هذا تكنولوجياً بطريقة التأشيب للحمض النووي الريبي للحصول على أجزاء مشابهة للفيروس من خلال معاملته بهذه الطريقة التأشيبية لتكوين الجسيم الحموي المشابه للفيروس الحليمي ليكون ذا كفاءة رباعية أو تساعية تطعيمية ضد الفيروس، واللقاحان المسمان تجارياً بالغاردسيل (Gardasil) والغاردسيل 9 (Gardasil 9)، ويوقيان هذان التطعيمان بحوثياً وإكلينيكياً من الإصابة بالفيروس الحليمي ذو الأنواع (6,11,16,18)، ويوقي كذلك متبادلاً بنسبة 40% من الإصابة بالأنواع (,66,68,73,8231,33,35,39,45,51,56,58,59) وأن فعالية هذان اللقاحان الوقائية ضد رجوع الإصابة بهذه الأنواع من الفيروسات البشرية الحليمية قد تستمر إلى ست سنوات، أما اللقاح الثالث والمسمى تجارياً بالسيرفاريكس (Cervarix) فقد أثبتت وقائيته ضد الفيروس الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم ذي الأنواع (16,18,31,45)، ويتم التلقيح لهذين النوعين من اللقاح بحقنهن في عضلة الفخذ أو الكتف، والتلقيح هذا يتم بفترات منفصلة عن بعضها البعض وفي خلال ثلاث فترات حيث يبدأ التلقيح بالغاردسيل بعد العلاج مباشرةً وبعد شهرين وستة أشهر، أما اللقاح بالسيرفاريكس فيبدأ التلقيح أيضاً بعد العلاج مباشرةً، وبعد شهر، وبعد ثلاثة أشهر، وينصح حالياً بأن تخضع النساء ما بين سن الـ (65-21) كل ثلاثة سنوات إلى مسحة بابانيكولاو (PAP-SMEAR)للكشف عن سرطان عنق الرحم.

وحديثا دلت الدراسات الوبائية الإحصائية لمنظمة الصحة العالمية بأن الإصابة بالفيروس الحليمي HPV نوع (16) له علاقة بارتفاع نسبة الإصابة بسرطان البلعوم (Throat Cancer) وتدل الاحصائيات بأن الإصابة بهذا السرطان سترتفع في سنة 2025 الى درجة تضاهي بزيادة الإصابة بسرطان عنق الرحم . وقد وجد ارتفاع في نسبة الإصابة بسرطان الشرح عند المصابون بالفيروس البشري الحليمي رغم خضوع هؤلاء الى إستئصال الثالول الشرجي جراحيا وأن الفيروس المسبب للإصابة هذه هو أما من نوع (6) أو من نوع (11) رغم تصنيفها إلى الأنواع ذو الخطورة الواطئة. وكذلك أثبتت الدراسات الإكلينيكة الحديثة أيضا بأن المصابون بعدوى هذا الفيروس البشري الحليمي يتعرضون الى الإصابة بالجلطات القلبية أو الدماغية من مرتين الى ثلاثة مرات أكثر من غير المصابين بهذا الفيروس، وذلك لأن هذا الفيروس يؤدى إلى تبطيل الجين (P53) وهو الجين الذي يحمي الجسم أيضا من الإصابة بالأورام الخبيثة، ولهذا السبب فأن مراجعة الطبيب المختص لتشخيص الإصابة يعتبر أساس الوقاية الأولية من هذه العدوى وإذا شخصت الاصابة بهذا الفيروس فأن العلاج الفوري والتلقيح والمراقبة التشخيصية بعد 3،16،12 شهر بعد العلاج هو أساس الوقاية الثانوية وإن متابعة نتائج العلاج يعتبر طبيا وعلاجياً ضروري لكل مريض و شريكة حياته.

المصادر

[1]: Liao Cl, Caesar MAP, Chan C, et al. HPV associated cancers in the United States over the last 15 years: has screening or vaccination made any difference? J Clin Oncol 2021; 39 (15 Suppl): 107.

[2]: De Martel C, Plummer M. Vignat J, Franceschi S. Worldwide burden of cancer attributable to HPV by site, country and HPV type. Int J Cancer 2017: 141: 664-70.

[3]: Hernandez BY. Goodman MT, Unger ER, et al. Human papillomavirus genotype prevalence in invasive penile cancers from a registry – based United States population. Front Oncol 2014: 4: 9.

[4]: Schiffman M. Doorbar J. Wentzensen N, et. Carcinogenic human papillomavirus infection. Nat Rev Dis Primers 2016; 2: 16086.

[5]: Thomas A, Necchi A, Muneer A, et al. Penile cancer. Nat Rev Dis Primers 2021; 7: 11.

[6]: Olesen TB, Sand FL, Rasmussen CL, et al. Prevalence of human papillomavirus DNA and p16INK4a in penile cancer and penile intraepithelial neoplasia: a systematic review and meta-analysis. Lancet Oncol 2019; 20: 145-58.

بيانات المؤلف:

البروفيسور الدكتور سمير السامرائي

المدير الطبي لمركز البروفيسور السامرائي الطبي

مدينة دبي الطبية، مجمع الرازي الطبي 64، المبنى د، الطابق 2، العيادة 2018

الإيميل: semiralsamarrai@hotmail.com

Scroll to Top