سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا والسبب الرئيسي السادس للوفاة بالسرطان بين الرجال في العالم. وهو غالبًا ما يصيب الرجال بين عمر الخمسين والستين.
الكشف المبكر من خلال اختبار المستضد النوعي البروستاتي قد يقلل من وفيات سرطان البروستاتا، كما أنه هناك العديد من الطرق والمراحل في علاج سرطان البروستاتا التي سوف نناقشها في هذا المقال بالتفصيل.
هو نوع من السرطان يتم تشخيصه في حوالي 1 من كل 9 رجال، وقد يكون في بعض الأحيان مهدد للحياة لأنه يمكن أن ينتشر إلى المثانة أو المستقيم أو إلى العقد الليمفاوية أو العظام.
عندما ينتشر سرطان البروستاتا من مكانه الأصلي إلى جزء آخر من الجسم، يكون الورم الجديد من نفس نوع الخلايا غير الطبيعية ونفس اسم الورم الأساسي.
أما الصفات النسيجية التشريحية والمجهرية لسرطان البروستاتا فقد كشفت بأن أكثر من 70% من هذا السرطان ينشأ من المنطقة المحيطية للغدة و5-15% ينشأ من المنطقة الوسطية للغدة والمتبقي ينشأ من المنطقة التحويلية للغدة.
لا يعد معدل الوفيات بسبب سرطان البروستاتا كبيراً إنما الوفيات الكثيرة تحدث لأسباب أخرى أو مضاعفات خطيرة
زادت معدلات البقاء على قيد الحياة للرجال المصابين بسرطان البروستاتا على مر السنين بفضل انتشار ثقافة الفحص المبكر وتطور طرق علاج سرطان البروستاتا.
يتم شفاء العديد من الرجال الذين يتلقون العلاج في حين أن واحداً من كل ثلاثة رجال سيعيش أكثر من خمس سنوات حتى لو انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تنمو بعض أنواع السرطان ببطء شديد بحيث لا تكون هناك حاجة للعلاج على الإطلاق. وينمو البعض الآخر بسرعة ويهدد الحياة، لذا يكون العلاج ضرورياً في العادة.
يتم تحديد طرق وجدوى علاج سرطان البروستاتا بناءًا على:
تشمل مراحل علاج سرطان البروستاتا ما يلي:
يعني المراقبة والرصد الفعال للسرطان في المرحلة الأولى مع اختيار منسق لتأخير التدخل العلاجي ويطبق خاصة عند:
بشكل عام تعتمد معالجة سرطان البروستاتا على المراقبة الواعية للمرض سواء قبل الاستئصال كما يحدث مع كبار السن أو بعد استئصال إستئصال الورم والحد من انتشاره ومن مضاعفاته الخطيرة عند الشباب.
إذا أن هذا السرطان يتسبب في حدوث الوفاة في خلال السنتين الأولَيين من الإصابة إذا لم يعالج في مراحله الثانية وما فوق، وبفضل تقدم العلوم الطبية التشخيصية والعلاج فقد بات بالإمكان تقليل تلك الوفيات والمضاعفات الناجمة عن سرطان البروستاتا.
غيرت الدراسات والبحوث الإكلينيكية والطبية التشخيصية والعلاجية العالمية الحديثة سبل تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض ومن بينها طرق علاج سرطان البروستاتا الذي يعتبر من المشاكل الصحية الكبرى:
إستئصال البروستاتا في حالة إصابتها بالسرطان لا زال هو المعيار الذهبي (Golden Standard) لعلاج السرطان الموضعي (Local ISEDPCA) عند المرضى الذين يتوقع بقائهم على قيد الحياة لمدة أكثر من عشر سنوات.
الإستئصال الجراحي للبروستاتا والغدة المنوية جذرياً عند المصابين بالمرحلة المتقدمة من السرطان (CT3aPCa) لها خاصيتها العلاجية الشفائية إذا أجريت من قبل جراحين ذوي كفاءة وتجربة جراحية كبيرة لهذا السرطان.
يقوم الجراح بعمل شق في أسفل البطن واستئصال غدة البروستاتا بالكامل. |
يتم عمل جروحاً صغيرة في البطن لإزالة البروستاتا بأدوات صغيرة مزودة بكاميرا. |
الفائدة الرئيسية هي استئصال البروستاتا المصابة بالسرطان طالما أن السرطان لم ينتشر خارج البروستاتا ويكمن الهدف من الجراحة في الحصول على قيمة PSA أقل من 0.1 نانوغرام / مل لمدة 10 سنوات.
يعاني جميع الرجال من شكل من أشكال ضعف الانتصاب بعد جراحة البروستاتا لأن بعض الأعصاب المشاركة في عملية الانتصاب توجد حول غدة البروستاتا، ويمكن أن تتأثر بالجراحة وكذلك بالعلاج الإشعاعي.
يعتمد طول الفترة الزمنية التي يستمر فيها الضعف الجنسي بعد العلاج على العديد من العوامل أهمها مدى ثبات الانتصاب قبل العلاج.
في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر سنة واحدة أو أكثر لاستعادة وظيفة الانتصاب ويجدر بالذكر أن الرجال الأكبر سناً لديهم فرصة أكبر للإصابة بضعف الانتصاب الدائم بعد الجراحة.
من المهم معرفة أن الرغبة الجنسية لا تفقد مع الجراحة أو مع العلاج الإشعاعي.
بعد جراحة سرطان البروستاتا، قد يواجه المريض نوعاً واحداً أو أكثر من سلس البول. وقد يظهر سلس البول بتسرب البول عند السعال أو الضحك أو العطس أو ممارسة الرياضة.
ومن الأنواع التي تظهر ما يلي:
هذا العلاج يجرى للمرضى المصابون بأمراض أخرى تجعلهم غير مؤهلين للخضوع إلى العملية الجراحية الإستئصالية المعقدة وذات الصعوبة القصوى بحيث أن هذا الإشعاع لا يستغرق أكثر من ستة أسابيع.
هذا العلاج يعطى للمرضى المصابين بسرطان البروستاتا في المراحل المتقدمة، حيث أن هذه المضادات الغير ستروئيدية (Non Steroidal) قد تستعمل كعلاج لوحدها عوضاً عن استئصال الخصيتين جراحياً، وقد يستفيد المريض من هذا العلاج في حالة إعطائه العلاج الهرموني الحثي (LHRH– AGONIST).
” علاج الحرمان الأندروجيني الكامل مع مثبط لهرمون النمو سوماتوستاتين Somatostatin ”
عند بعض المرضى المصابين بسرطان البروستاتا في المرحلة المتقدمة ترتفع فعالية خلايا الغدد الصماء العصبية والتي بدورها قد تؤدي إلى ارتفاع في عدوائية السرطان وفي نفس الوقت قد تؤدي إلى خطورة تكاثر وانتشار هذا السرطان.
ولهذا فإن العلاج بالحرمان الهرموني له أهميته الرئيسية لكبت الفعالية المضادة للموت المبرمج للخلايا السرطانية هذه والمتواجدة في نظام الخلايا الغدية الصماء العصبية وفي نفس الوقت ينصح إضافة مثبط هرمون النمو السوماتوستاتين ليحسن أداء وفعالية الحرمان الهرموني على الخلايا السرطانية البروستاتية.
وقد لوحظ في عدة دراسات حديثة تحسن حالة المرضى هؤلاء من ناحية توقف انتشار الخلايا السرطانية في العظام والأعضاء الأخرى في الجسم بعد تناول هذا العلاج المركب من العلاجين المذكورين آنفاً.
مبدأ هذا العلاج يكون في كبح عوامل نمو الخلايا السرطانية وهي:
أثبتت المراقبة الإكلينيكية للمرضى لمدة طويلة بأن هذا السرطان في مرحلته الأولى يتدهور إكلينيكياً إلى مراحل متقدمة إذا لم يعالج جذرياً خلال أربعة سنوات وتسعة أشهر.
ولهذا فإن الرجال المتقدمين بالعمر ما فوق سن السبعين والمصابين بسرطان البروستاتا ذي المرحلة الأولى تكون الإستراتيجية العلاجية لهم هي المراقبة والكشف المستمر.
أما إذا كانت الإصابة بهذا السرطان عند الرجال الأصغر سناً وأقصد بذلك ما بين الـ 40-68 سنة من العمر وذوي صحة جيدة عامة وإصابتهم بالمرحلة الأولى فإن العلاج يكون بالاستئصال الجذري للبروستاتا أو العلاج بالإشعاع الذري الخارجي للبروستاتا.
أما تناول الفول الصويا (Soybeans) فهو وقائياً ضد الإصابة بالسرطان أيضاً لأنه يحتوي على الأستروجين النباتي والذي له فعالية في كبت تكوين الأنزيم الألفاردوكتاز ومن جراء ذلك يمنع تحويل التستوستيرون إلى ديهدروتسترون والذي يلعب دور هاماً في تكون سرطان البروستاتا.
تظهر الدراسات أن الرجال الذين يتناولون أدوية مثل فيناسترايد ودوتاستيريد كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية مؤثرة لذلك يجب الاستشارة بهذا الخصوص بعناية.
ومن أهم مضادات الأكسدة التي يجب على الفرد أن يتناولها وقائياً:
تعد البروستاتا والحويصلات المنوية جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري. البروستاتا هي غدة تأخذ شكل حبة الجوز وتزن حوالي أونصة واحدة، وهي أكبر الغدد الملحقة بالجهاز التناسلي الذكري، وتتألف فعلياً من 30-50 غدة صغيرة تقع أسفل المثانة.
تُقَسَّم تشريحياً إلى ثلاث مناطق:
تقوم البروستاتا بإفراز سائل قلوي يشكل حوالي 70% من السائل المنوي، يقوم بتغذية الحيوانات المنوية وتعديل بيئة المهبل الحمضية.
تقوم البروستاتا بإفراز سائل قلوي يشكل حوالي 70% من السائل المنوي، يقوم بتغذية الحيوانات المنوية وتعديل بيئة المهبل الحمضية.
كما أنها تحمي الحيوانات المنوية وتغذيها عن طريق إفراز إنزيمات مختلفة ومواد مثل الزنك وحمض الستريك.
ترتبط الحويصلات المنوية بكل جانب من البروستاتا
نمو البروستاتا وتضخمها يحدث تحت تأثير الهرمون الذكري المنتج في الخصية على الخلية البروستاتية حيث يتحول الهرمون الذكري إلى الدهيدروتسترون DHT وهذا بدوره يكون مع مستقبلات الهرمونات في داخل الخلية البروستاتية مركب مستقبلات الـ “ديهدروتستوسترون”
وهذا الذي يحفز بدوره عوامل النمو ويؤدي إلى انقسام وتكاثر الخلايا والنتيجة تكون التضخم الحميد بينما يحفز إنتاج الأندروجين لوحده عامل نمو الأوعية الدموية في هذه الخلايا حيث تنشأ خلايا سرطانية بعد عدة طفرات جينية.
على سبيل المثال، إذا انتشر سرطان البروستاتا في العظام، فإن الخلايا السرطانية في العظام هي في الواقع خلايا سرطان البروستاتا. ويسمى المرض سرطان البروستاتا النقيلي، وليس سرطان العظام. لهذا السبب، يتم علاجه على أنه سرطان البروستاتا في العظام.
في مراحله المبكرة يكون سرطان البروستاتا بلا أعراض، وعندما تحدث الأعراض، يمكن أن تبدو مثل أعراض تضخم البروستاتا. ولكن يمكن أن يسبب سرطان البروستاتا أيضاً أعراضاً لا علاقة لها بتضخم البروستاتا الحميد.
وتكون الأعراض على الشكل التالي:
باختصار إما أعراض تضيقية أو تكون تهيجية:
الأعراض التضييقية تتميز بضعف التدفق البولي من خلال الإحليل وضعف تيار البول أو الجريان البولي وصعوبة إخراج البول من المثانة وكذلك عدم تفريغ المثانة كاملاً، أما الأعراض التهيجية فإنها تتميز في كثرة التبول والتبول الإلحاحي وهذا يعني عدم الاستطاعة لتأخير التبول لوقت معين.
أما السلس البولي فيحدث ذلك من جراء عدم الاستطاعة لتفريغ المثانة تفريغاً كاملاً حيث يتبقى كميات من البول في المثانة تتراوح ما بين 100-300 ملم أو تحدث حصرة البول المزمنة.
تظهر الدراسات أن 1 من كل 3 رجال فوق سن الخمسين لديه بعض الخلايا السرطانية في البروستاتا، وعلى الرغم من عدم وجود سبب معروف لسرطان البروستاتا، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطورة التي قد تؤدي لهذا المرض.
ويمكن التحدث عن بعض الأسباب المحتملة فيما يلي:
الذي تسببه الإلتهابات الجرثومية وغير الجرثومية في البروستاتا، حيث أن 40% من الرجال ما بين 40 – 70 سنة من العمر يتعرضون إلى هذه الإلتهابات في هذه الغدة.
ترتفع الإصابة بهذا السرطان إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف عند أقرباء الدرجة الأولى للمصاب بسرطان البروستاتا من الرجال والذين كانوا مصابين بهذا السرطان في عمر مبكر، وقد قدر بأن 9% من الإصابة بسرطان البروستاتا يكون سببها جينياً.حديثا نستطيع تشخيص الطفرات الجينية الوراثية لدى رجال أقرباء الدرجة الأولى للمصاب بسرطان البروستاتا بواسطة الطريقة المخبرية الحديثة للكشف عن الطفرات الجينية.
كتناول الدهون المشبعة واللحوم الحيوانية وقلة تناول الفواكه والخضروات وكذلك التعرض لعوامل البيئة والدول الصناعية التي تم إثبات علاقتها في نشوء هذا السرطان من جراء تأثير الكيماويات الصناعية على الرجل.
قديما كان تشخيص اضطرابات البروستاتا يعتمد على فحص المستقيم بالأصبع أما اليوم فقد صار بالإمكان تشخيص السرطان اعتماداً على الموجات ما فوق الصوتية والتصوير المقطعي للحوض بواسطة الرنين المغناطيسي والفحص النووي للعظام إضافة إلى اختبار المستضد النوعي البروستاتي المركب (T–PSA) والحر (F–PSA) والتي من خلالها يمكن تشخيص المرض.
بمقدار ما يكون التشخيص مبكرا تكون نتائج العلاج أكثر فعالية ولهذا فإننا نركز على ضرورة إجراء الفحص الدوري للرجال ما فوق سن الأربعين الذي يساعد على التشخيص المبكر لكافة الأمراض بما في ذلك الأورام السرطانية.
يُحدد التصنيف باستخدام درجة جليسون (Gleason) مدى تقدم السرطان وهو نظام الدرجات الأكثر شيوعاً.
ويشمل الآتي:
يقوم نظام جليسون بعد ذلك بإظهار نتيجة تعتمد على قياس الدرجتين الأكثر تكرارًا في عينات الخزعة. وتساعد نتيجة جليسون على فهم ما إذا كان السرطان كمرض منخفض أو متوسط أو عالي الخطورة.
وبشكل عام:
ثم من خلال الفحص بواسطة الوسائل التشخيصية الثلاث (الفحص بالأصبع وفحص المستضد البروستاتي النوعي المركب والحر وكذلك الخزعة البروستاتية) يتم التوصل إلى تشخيص السرطان بنسبة 98%.
لكي نتوصل إلى علاجٍ شافٍ للمريض يجب علينا أن نحدد مرحلة الإصابة السرطانية بواسطة نظام تشخيصي خاص وهذا ما يسمى بنظام الـ TNM.
ويعني ذلك بأن الـ T هو مرحلة تصف التطور والتوغل الباثولوجي للورم داخل أو خارج العضو المصاب، وهذه المراحل تقسم من 1-4 مراحل.
حيث أن المرحلة الأولى لهذا السرطان تمثل المرحلة العارضية وتكتشف وتشخص بالصدفة أو عندما تجرى أخذ خزعة لتضخم البروستاتا بواسطة المنظار الإحليلي، حيث لا يستطاع تشخيص هذه المرحلة بواسطة الموجات فوق الصوتية من خلال المستقيم ولا يستطاع جسها بواسطة الأصبع.
أما سرطان البروستاتا في المرحلة الثانية والثالثة فإنه يمثل المرحلة المتوسطة، وأما سرطان البروستاتا في المرحلة الرابعة فإنه يمثل المرحلة المتقدمة، حيث يكون السرطان قد توغل في الأنسجة والأعضاء المجاورة.