سرطان البروستاتا وتحسين البقاء على الحياة بعد تشخيصه المبكر وإستئصاله

سرطان البروستاتا وتحسين البقاء على الحياة بعد تشخيصه المبكر وإستئصاله جذريا وروبوتيا

السرطان عامة يتكون حين تبدأ خلايا في الجسم بالتكاثر عشوائيا و بدون رقابة في الجسم المصاب بهذا السرطان، وقد تصاب الخلية بالسرطان في أي منطقة من الجسم، وهناك انواع من السرطانات تصيب الجسم وقد يبدأ السرطان في الرئة أو الثدي أو القولون وكذلك في الدم وأيضا في البروستات والمثانة والكليتين والخصيتين. الإصابة بالسرطان في العالم كله سترتفع للأسف الشديد والسبب أعزي من قبل هذه الوكالة من حيث العدد والإنتشار والوفيات إلى التطور الإجتماعي والإقتصادي وتزايد عدد السكان وإرتفاع نسبة الشيخوخة والأمراض العصرية الأيضية كالسمنة والسكري وإرتفاع الكولستيرول والضغط في الدم (1). سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا والسبب الرئيسي السادس للوفاة من جراء هذا السرطان بين الرجال في العالم (2). خطورة تردء مراحل هذا السرطان ومقاومته الهرمونية تكمن في إصابة واحد من كل خمسة رجال يتم تشخيص السرطان عندهم. والتوارث العائلي للمرض، سببه طفرات جينية وراثية في الجين (ه.ب.س.ل) في الذراع القصير للكروموزوم (واي). وكذلك جينات أخرى (ب.ر.ك.أ-2) و (ب.ر.ك.أ-1) (3) هذه هي عوامل الخطورة المؤكدة للإصابة بسرطان البروستاتا، وكذلك التلوث البيئي والهوائي والمائي والغذائي بسبب تكون الأكسجين الحر في أجسامنا وعطل أنظمة تصليح الجينوم المسؤولة عن تصليح الطفرات الجينية المكونة للسرطان. ومن عوامل الخطورة الرئيسية هونمط الحياة الخاطئ الذي سببه الإصابة بالسمنة. مفارقة السمنة أصبحت الأن محور البحوث الإكلينيكية خاصة كتلة جسم المريض المصاب بهذا السرطان وارتفاعها إلى ما فوق ال30كغ/㎡ يؤدي إلى الإصابة به وخبثيته العالية.

أما الاعراض فتكون لها علاقة بتغيرات مرضية تخزينية في المثانة كالبول الإلحاحي و تفريغية في الإحليل كضعف التيار التدفقي للبول. وقد دلت دراسات متعددة بوجود ارتباط بين التهاب البروستاتا الإكلينيكي وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. التشخيص الأولي والمهم يتم من خلال القصة المرضية للمريض ومعرفة الأعراض التي يشكو منها بواسطة نتيجة التقييم العددي والمؤشر الدولي لأعراض تضخم البروستاتا (IPSS). فحص البروستاتا من خلال المستقيم هو فحص مهم وبسيط لتقييم حجمها والتغيرات على سطحها الذي يجب أن يكون ملسا وليس ذو عقد صلبة قد تدل على سرطانها وكذلك يجب فحص البروستاتا بواسطة الموجات فوق الصوتية من خلال المستقيم أيضا لمعرفة والتأكد من الفحص بالإصبع و عن طريق المستقيم الDRE. أما تحليل البول ومزرعته فإن إجراءه ضروري لتشخيص إلتهاب في المسالك البولية أو عدمه وكذلك معرفة عدد الكريات الحمراء المتواجدة في البول، فإذا كان عددها مافوق 23 بواسطة المقياس المختبري “ديبستيك” فإن الفحوصات المكملة لذلك يجب أن تجرى لهذا المريض، ومن الفحوصات التشخيصية المهمة كذلك هو التشخيص المبكر لسرطان البروستاتا من خلال إختبار المستضد النوعي للبروستاتا والمسمى بال PSA وهو من المؤشرات المهمة لتضخم البروستاتا أو سرطانها إذا إرتفع مافوق 4 نانوغرام/مل، ولكن الكشف المبكر من خلال اختبار المستضد البروستاتي النوعي قد يقلل من وفيات سرطان البروستاتا (4). استعمال واعتماد كثافة المستضد النوعي البروستاتي (PSAD) كعامل تنبئي والذي ينتج من تقسيم المستضد النوعي على حجم البروستات. فإذا كان مستوى الكثافة اقل من 0.15 نانوغرام/مليم و كما اثبتتها عدة دراسات كلينيكية فان قياس هذه الكثافة في تشخيص سرطان البروستاتا قد يتفادى الخزعة البروستاتية لتشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا وخاصة إذا كانت الكثافة مافوق 0.15 (5) ولكن إذا دلت كثافة المستضد النوعي للبروستاتا إلى أنها مرتفعة ما فوق المحدد المذكورآنفا فان احتمال نسبة الاصابة بسرطان البروستاتا ترتفع الى 94%. وكذلك فحص وظائف الكليتين فإنه يتم من خلال فحص الدم للكرياتينين والترشيح البولي للكليتين، أما فحص البول المتبقي في المثانة ال PVR مابعد التبول فهذا يتم من خلال فحص المثانة بواسطة الموجات فوق الصوتية بعد تفريغها وخاصة لدى هؤلاء الذين يشكون من سرطان البروستاتا لأن فحص المتبقي من البول بعد التبول بواسطة الموجات فوق الصوتية مهم جدا لمعرفة درجة التضيق في عنق المثانة والإحليل المطوق من البروستاتا المتضخمة. علاوة على ذلك فإن الفحص اليورودينامكي الذي يتم بواسطة جهاز الذبذبات الديناميكية لقياس سرعة تدفق البول من المثانة إلى الإحليل وإلى الخارج مع العلم فإن سرعة تدفق التيار البولي أثناء التبول تكون طبيعية مابين 15-16 مل/ثانية ولكن إذا إنخفض مستوى التدفق إلى ما تحت ذلك فإنه يدل على تضيق في الإحليل سببه الرئيسي هو سرطان البروستاتا في مراحله المتوسطة أو المتقدمة ويكون هذا إما تضيق مكتسب أو خلقيا في الإحليل. استئصال البروستاتا الذي يحافظ على الأعصاب الإنتصابية أواستئصالها روبوتيا DaVinci XI وبإجراء جراحة طفيفة التوغل وإكتشاف الحافة الجراحية للخلايا السرطانية البروستاتية PSMS حيث يقلل من خطورة عدم إكتشافها أثناء هذه الجراحة لتصبح جذرية وشافية بنسبة عالية جدا ويحسن البقاء على قيد الحياة بدون أي أعراض أو إنتشار لهذا السرطان و لفترات مابين 10-20 سنة بعد إجرائها(6,7) . الوقاية الأولية تقتصرعلى الحمية الغذائية العضوية والرياضة اليومية والوزن السليم.

REFERENCES:

(1): Esposito, K., et al. Effect of metabolic syndrome and its components on prostate cancer risk: meta-analysis. J Endocrinol Invest, 2013. 36: 132.

(2): Mottet, N. et al. EAU-EANM-ESTRO-ESUR-SIOG Guidelines on Prostate Cancer 2020 update Part 1: Screening, Diagnosis, and Local Treatment with Curative Intent. Eur Urol, 2021. 79: 342.

:(3) Randazzo. M.et al. A positive family history as a risk factor for prostate cancer in a population-based study with organised prostate-specific antigen screening: results of the Swiss European Randomised Study of Screening for Prostate Cancer (ERSPG Aarau BJU Int. 2016 117 576.

(4): Stamey, T.A., et al. Prostate-specific antigen as a serum marker for adenocarcinoma of the prostate. N Engl J Med, 1987. 317:909.

(5): Schmid, H.P., et al. Observations on the doubling time of prostate cancer. The use of serial prostate-specific antigen in patients with untreated disease as a measure of increasing cancer volume. Cancer, 1993 71:2031

(6): Dev Hs, Wilklund P, Patel V, et al. Surgical margin length and location affect recurrence rates after robotic prostatectomy. Urol oncol 2015;33, 109.e7-13.

(7): McClure TD, Margolis DjA, Reiter RE, et al. Use of MR imaging to determine preservation of the neurovascular bundles at robotic-assisted laparoscopic prostatectomy. Radiology 2012;262:874-83.

بيانات المؤلف:

البروفيسور الدكتور سمير السامرائي

المدير الطبي لمركز البروفيسور السامرائي الطبي

مدينة دبي الطبية، مجمع الرازي الطبي 64، المبنى د، الطابق 2، العيادة 2018

الإيميل: semiralsamarrai@hotmail.com

Scroll to Top