تضخم البروستاتا من أمراض الذكورة الأكثر شيوعًا، خاصة عند الرجال الذين يتجاوز عمرهم الخمسين. وبناءًا على مقدار التضخم عن حجم البروستاتا الطبيعي تحدث مشاكل صحية مختلفة تتطلب تدخل علاجي مختلف بما يناسب كل حالة.
تابع القراءة لمعرفة حجم البروستاتا في المراحل العمرية المختلفة وكيف يحدث تضخم البروستاتا، أسبابه، أعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو حجم البروستاتا الطبيعي؟
في الشخص الناضج تأخذ البروستاتا حجم ثمرة جوز عين الجمل. ويعادل حجم البروستاتا الطبيعي تقريبًا 20 سم3؛ بعرض 4 سم، ارتفاع 3 سم، وسمك 2 سم تقريبًا. بينما يتراوح الوزن الطبيعي للبروستاتا بين 20 – 25 جرامًا.
تمر البروستاتا بمرحلتين رئيسيتين للزيادة في الحجم؛ الأولى عند البلوغ حيث يصبح حجمها الضعف تقريبًا والثانية عند سن 25 سنة وتستمر البروستاتا بالزيادة في الحجم منذ ذلك السن.
وفقًا لدراسة مجراة على أكثر من 1000 رجل، يزداد حجم البروستاتا تدريجيًا بالتقدم بالعمر، ويكون زيادة طولها أسرع من زيادة ارتفاعها وعرضها – خاصة في الرجال الأكبر من 60 عامًا.
ما هو حجم البروستاتا الطبيعي في سن الأربعين والخمسين؟
وفقًا لعدة دراسات، تنمو البروستاتا في الحجم والوزن بنسب مختلفة في كل مرحلة عمرية. وفي المتوسط، يزداد حجمها بمعدل 1.6% سنويًا.
وفي الدراسات القائمة على الرجال الذين يتراوح عمرهم بين 40 – 49 عامًا، وجد أن حجم البروستاتا الطبيعي زاد بنسبة 9.4% عند الوصول لهذا السن؛ أي حوالي 2 سنتيمترمكعبًا. بينما ازداد حجمها بمقدار 13.6% لمن يتراوح عمرهم بين 50 – 59 عامًا؛ أي حوالي 2.9 سنتيمتر مكعب.
نبذة عن مرض تضخم البروستاتا
مرض تضخم البروستاتا (Benign Prostatic Hyperplasia) يحدث عندما يزداد حجم البروستاتا بشكل يسبب مشاكل صحية مثل احتباس البول. ولكنه تضخم حميد ولا يعد ورمًا سرطانيًا.
البروستاتا هي عضو صغير في حجم ثمرة جوز عين الجمل، توجد أمام المستقيم وأسفل المثانة حول الجزء الأول من القناة البولية الواصلة بين المثانة وفتحة خروج البول.
ومن الطبيعي نمو البروستاتا سنويًا عند الذكر ولكن زيادة معدل النمو باستمرار قد يؤثر على مرور البول والسائل المنوي من خلال قناة مجرى البول. وبالتالي، يتسبب زيادة حجمها باستمرار في مشاكل صحية مثل احتباس البول أو تأخر الإنجاب.
وفقًا للإحصائيات، يعد تضخم البروستاتا من أكثر أمراض البروستاتا شيوعًا بين الرجال. فعند بلوغ سن الستين، يعاني 50% من الرجال من بعض علامات تضخم البروستاتا. وعند بلوغ سن 85، تظهر علامات وأعراض الحالة على 90% من الرجال.
وتوجد عدة عوامل تساهم في زيادة الحجم عن حجم البروستاتا الطبيعي منها:
- التقدم في العمر، خاصة فوق سن الخمسين.
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بهذه الحالة المرضية.
- السمنة المفرطة.
- عدم بذل مجهود رياضي بانتظام.
- بعض حالات ضعف الانتصاب.
كيف أعرف إذا كنت مصاب بتضخم البروستاتا؟
في حال ظهور أي من الأعراض المذكورة، أو ملاحظة تغير في حجم البروستاتا الطبيعي يجب استشارة طبيب مختص لتأكيد التشخيص أو استبعاد المشاكل الصحية الأخرى. ويتم التشخيص عادة من خلال:
1. التاريخ المرضي
يسأل الطبيب بعض الأسئلة ويعطي كل منها نقاط معينة وفقًا لنقاط أعراض البروستاتا الدولية المحددة من قبل جمعية المسالك البولية الأمريكية.
الأسئلة تتعلق بمعدل الأعراض المذكورة وشدتها. ووفقًا للنقاط المعطاة يتم تصنيف تضخم البروستاتا إلى خفيف، متوسط، وشديد.
2. الفحص الشرجي للبروستاتا
- يستلقي المريض على جانبه أو ينحني للأمام.
- يقوم الطبيب بارتداء قفازات ويضع ملين على أصابعه.
- يدخل الطبيب إصبعه من فتحة الشرج كي يفحص وجود كتل، ألم، تضخم، أو مواضع صلبة في البروستاتا.
3. اختبارات البول
تقام هذه الاختبارات بغرض قياس القدرة على التبول وتحديد وجود مشاكل انسداد في القناة البولية أم لا. ومن أمثلة هذه التحاليل:
- تحليل البول للبحث عن وجود دم، عدوى، أو زيادة في نسبة السكر في البول. وذلك يساعد الطبيب على تحديد السبب وراء الأعراض الظاهرة.
- قياس معدل تدفق البول لقياس سرعة تدفق البول.
- فحص الضغط داخل المثانة أثناء التبول.
4. فحوصات أخرى
يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى لتحديد حجم وشكل البروستاتا ومدى اختلافها عن حجم البروستاتا الطبيعي ومنها:
- فحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- تنظير المثانة (Cystoscopy) لفحص داخل المثانة والقناة البولية.
- الأشعة المقطعية أو تصوير الرنين المغناطيسي.
- فحص نسبة المستضد البروستاتي النوعي (PSA) لاستبعاد وجود سرطان في البروستاتا.
علاج تضخم البروستاتا
يعتمد العلاج على مدى حدة الأعراض وتأثيرها على جودة حياة المريض. فبعض الحالات الخفيفة لا تتطلب علاج وإنما فقط متابعة دورية مع طبيب مختص، وقد تتطلب حالات أخرى التدخل الجراحي. ويتضمن العلاج المتبع:
- تعديل أسلوب الحياة المتبع.
- العلاج الدوائي.
- العلاج الجراحي.
1. تعديل أسلوب الحياة المتبع
هذه التعديلات تساعد في تخفيف الأعراض وقد تكون العلاج الوحيد المتبع للمرضى الذين يزداد حجم البروستاتا الخاصة بهم قليلًا عن حجم البروستاتا الطبيعي ومنها:
- التقليل من الكحوليات والمشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
- شرب كمية أقل من الماء في المساء.
- تحديد مواعيد للذهاب للمرحاض قبل الخروج أو قبل النوم.
- الانتظار بضع دقائق في المرحاض بعد التبول لضمان تفريغ المثانة بشكل كلي.
- تناول الألياف بانتظام لتجنب عسر الهضم والإمساك وبالتالي تجنب وجود ضغط أكبر على المثانة.
- اخبار الطبيب عن الأدوية المتبعة لتجنب الأدوية التي تزيد الحالة سوءًا.
2. العلاج الدوائي
تستخدم الأدوية مع المرضى الذين لا يستجيبون لتعديلات أسلوب الحياة المتبع ويحتاجون لعلاج أقوى. وتتضمن الأدوية المتبعة:
- مضادات مستقبلات ألفا-1-الأدرينالية مثل التامسولين. تساعد على استرخاء عضلات البروستاتا وعنق المثانة وبالتالي تسهيل التبول.
- مضادات الكولين تعمل على إرخاء المثانة في حال فرط نشاطها.
- مدرات البول لتسريع إنتاج البول خلال النهار وتقليل كميته خلال الليل. ولكنها لا تعطى في حال انسداد القناة البولية بشكل كلي.
- ديسموبريسين (Desmopressin) لتقليل كمية البول المنتجة أثناء الليل.
3. العلاج الجراحي
بعض الحالات تتطلب التدخل الجراحي لعلاج الانسداد الناتج عن تضخم البروستاتا. ويتضمن تدخلات بالمناظير طفيفة التوغل وتدخلات أكثر توغلا بإحداث شق جراحي. كالتالي:
4. التدخلات بالمناظير
تقام للحالات المتوسطة لتوفير راحة من الأعراض وعلاج مشاكل التحكم في البول. لها العديد من المميزات مثل:
- وقت تعافي أقل.
- وقت أقل في غرفة العمليات.
- تقليل المضاعفات.
- مفيدة للمرضى كبار السن الذين لا يتحملون التخدير الكلي.
ولكن قد تتطلب الحالة إجراء تدخلات مشابهة مستقبلًا. من أمثلتها:
- تقنية تدبيس الإحليل الخلفي لمجرى البول (Urolift) تستخدم لضغط جوانب البروستاتا وتوسيع مجرى القناة البولية.
- علاج الموجات الحرارية عبر الإحليل (TUMT) لتدمير الجزء المتضخم من البروستاتا باستخدام الطاقة الحرارية.
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP) لاستئصال الجزء المتضخم من البروستاتا.
- القسطرة البولية لتسهيل خروج البول في حال عدم التمكن من التبول.
5. التدخلات بإحداث شق جراحي
يقوم الطبيب باستئصال الجزء المتضخم من البروستاتا واستعادة حجم البروستاتا الطبيعي بعمل شق جراحي أسفل البطن والدخول إليها. تقام هذه العمليات للمرضى أصحاب التضخم الكبير أو من يعانون من مشاكل أخرى معقدة.