اتصل الآن!

دوالي الخصية والعقم عند الرجل بسبب تكون الأكسجين التفاعلي

دوالي الخصية والعقم عند الرجل بسبب تكون الأكسجين التفاعلي (ROS)

الجهد الأكسدي بسبب دوالي الخصية يؤدي إلى العقم بسبب إرتفاع نسبة الأكسجين التفاعلي الضار (ROS) مسببا مبدئيا تراكم في تكسرات الحامض النووي النطفي ومن ثم إلى عدم الإستقرار الخلوي والجيني في الخصية، علاوة على الجهد الحراري من جراء إرتفاع حرارة الخصية مافوق 36.6 درجة مئوية عند الإصابة بالدوالي التي تسبب إختلال وظيفي في الميتوكوندريا النطفية وأكسدة الدهون الغشائية النطفية مؤدية في النهاية إلى فقدان سلامة الغشاء النطفي ونفاذه وتعطيل الإنزيمات المضادة للأكسدة في النطف وتكسر الحامض النووي مسببا إنخفاضا كبيرا وبنسبة 40% في القدرة المضادة للأكسدة في السائل المنوي ومن ثم العقم، حيث يصاب من 100 رجل 15 بدوالي الخصية،والذي يسبب علاوة على العقم الضعف الجنسي وضعف القدرة الجنسية بنسبة 20-30%.

وكذلك متلازمة نقص الهرمون الذكري  بنسبة 40%، مع العلم بأن دوالي الخصية سببها توسع وترهل في أوردة الحبل المنوي من جراء عوامل وراثية أو مستوعبة وهذه تؤدي إلى إرتفاع الضغط الهيدروديناميكي على الخصية وكذلك إلى الجهد الأكسدي وتكون الجذور الحرة (الأكسجين التفاعلي ROS) مع تراكم السموم الأيضية على الخصية ومن ثم تكسر الحامض النووي الريبي في الحيوان المنوي وإختلال في نمو الحيوانات المنوية ونضوجها مؤدية في الآخر إلى العقم.

بالإضافة إلى 15%من الأزواج لا يحققون الإنجاب خلال السنة الأولى بعد الزواج، ويواجه واحد من كل ثمانية أزواج مشاكل عندما يحاولون إنجاب الطفل الأول (العقم الأولي)، ولكن واحد من كل ستة أزواج عندما يحاولون إنجاب الطفل اللاحق (العقم الثانوي)[1].

عوامل العقم عند الرجل تكون بنسبة 50% من جراء أمراض في الجهاز التناسلي أوالجهاز الغدي أو العصبي لأن هذه الأجهزة الثلاث تشترك في عملية الإخصاب، ولكن علاوة على ذلك العقم يحدث أيضا بنسبة 20-30% من جراء عوامل تلوثية تؤدي أيضا إلى تكسرالحامض النووي في الحيوان المنوي بسبب الأكسدة الفائقة وتكون الأكسجين التفاعلي التلوثي المنشأ إن كان في الهواء أو الماء أو الغذاء، وكما ذكر مقدما فإن الجهد الأكسدي الضار بصورة عامة في خلايانا وفي السائل المنوي خاصة وحين ترتفع نسبته إلى مافوقCPM  100,000 في كل عشرون مليونا من الحيوانات المنوية في الملم الواحد، وكما يسبب تراكم الطفرات في الحامض النووي في أجسامنا مؤديا  إلى عدم الإستقرار الجيني فيه مع تسارع في الشيخوخة وتطور الحالات المرضية الأيضية والإلتهابية المزمنة وكذلك الإصابة بالسرطان في الجسم المصاب [2].




دوالي الخصية والعقم عند الرجل بسبب تكون الأكسجين التفاعلي
دوالي الخصية والعقم عند الرجل بسبب تكون الأكسجين التفاعلي

الوسائل المتداولة في تشخيص العقم يتم من خلالها تحليل السائل المنوي التقليدي و الذي يعتمد على مؤشرات العدد و الحركة و الحيوية و تشوهات الحيوان المنوي و لكن لا نستطيع من خلال هذا التحليل للسائل المنوي تشخيص الأسباب التلوثية و الإلتهابية التي تؤدي إلى تكسرالحامض النووي (DNA) في النطف ونسبة الجهد الأكسدي في السائل المنوي بسبب الأكسجين التفاعلي والجذور الحرة الأخرى النيتروجين التفاعلي (RNS) مع معرفة نسبة تكسر الحامض النووي النطفي (DNA) فيه وهذا الفحص هو الأنجح في إكتشاف سبب العقم المجهول السبب، أما تشخيص الأسباب المرضية العضوية للعقم فإنها تعتمد على الفحص السريري لهذه الأمراض وخاصة دوالي الخصية (40-60%) التي هي الأكثر إنتشاراً والمسببة للعقم.

ويتم الفحص السريري لدوالي الخصية من خلال لمس الصفن ومحتواه (الخصية وأوعيتها الوريدية) ومن ثم الفحص بواسطة الموجات فوق الصوتية والدوبلر الملون ليؤكد وجود الدوالي أو عدمها ومرحلتها الإكلينيكية وقياس حجم الخصية لأن الضمور في الخصية بسبب هذه الدوالي يكون بنسبة 10-77% لدى هؤلاء المصابون بهذه الدوالي وخاصة في المراحل المتقدمة والذين لم تشخص لديهم الإصابة بذلك مبكرا وللأسف بعد مرور سنة أو أكثر على الإصابة بذلك، أما الوسائل التشخيصية الأخرى والمهمة أيضا هو إكتشاف العوامل الأخرى المؤدية للعقم وهي الامراض الالتهابية الحادة في الجهاز التناسلي و البولي و خاصة في البروستاتا والبربخ، ومتلازمة نقص الهرمون الذكري، و أمراض الغدد الصماء و خاصة مرض تضخم الغدة النخامية، والخصية الهاجرة، و فرط الغدة الدرقية أو خمولها، وإنسداد في الحبل المنوي، القذف الإرتجاعي أو المنعدم.

أما تشخيص عوامل الخطورة الأخرى للعقم فإنها تعتمد على القصة المرضية للرجل العقيم، عمره، و الأمراض الأيضية المصاب بها، و نمط حياته الخاطئ كالسمنة و التدخين و تناول الكحوليات. العلاج الحديث للعقم سواء عضويا أو بيئيا يرتكز على إستئصال دوالي الخصية منظاريا في مرحلتها الثالثة وعلاج تكسر الحامض النووي النطفي (DNA) والجهد الأكسدي بواسطة مظادات الأكسدة الحديثة، وكذلك علاج إلتهابات غدة البروستاتا الحادة والمزمنة، أما العلاج الحثي الهرموني فإنه يعطى لهؤلاء المرضى إذا شخص لديهم قصور في الغدد التناسلية كمتلازمة نقص هرمون منبه الجريب (FSH) وكذلك نقص في هرمون الغدد التناسلية (HCG). أما علاج مرض قصور الغدد التناسلية المسببة في تأخر تطور البلوغ أو توقفه بسبب متلازمة مرضية خلقية تسبب إختلال وظيفي في المهاد نتيجة طفرات جينية (متلازمة كالمان) أو تتميز بغياب الهرمون المحفز للغدد التناسلية (GnRH) و فشل الغدة النخامية في إنتاج منسل الغدة (الكونادوتروبين) مؤديا إلى تأخر البلوغ أو توقفه والإصابة بمتلازمة الطفولة الجنسية فإنه يعتمد علاج هذه الحالات كلها بشكل رئيسي على العلاج الهرموني التعويضي و الذي يهدف الى حث جسم هؤلاء المرضى على البدء بمراحل البلوغ و علاماته و الحفاظ على المستويات الطبيعية من الهرمونات.

المصادر

[1]: Zegers-Hochschild, F., et al. The International Glossary on Infertility and Fertility Care, 2017. Fertil Steril, 2017.108: 393.

[2]: Agarwal, A., et al. Male Oxidative Stress Infertility (MOSI): Proposed Terminology and Clinical Practice Guidelines for Management of Idiopathic Male Infertility. World J Men Health, 2019. 37: 296.

بيانات المؤلف:

البروفيسور الدكتور سمير السامرائي

المدير الطبي لمركز البروفيسور السامرائي الطبي

مدينة دبي الطبية، مجمع الرازي الطبي 64، المبنى د، الطابق 2، العيادة 2018

الإيميل: semiralsamarrai@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top