الخوض في التهاب وتضخم البروستاتا شائك، خاصةً مع تشابه كثير من أعراضهما، لكن بالتأكيد لكل مرضٍ سمة تُميِّزه عن الآخر، فمع نشوء التهاب البروستاتا عن عدوى بكتيرية غالبًا، تزداد حرارة الجسم، وهذا لا يحدث مع تضخُّم البروستاتا، كما أنَّ الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في العلاج جليٌ؛ إذ قد يحتاج تضخم البروستاتا إلى جراحةٍ بينما يندر أن يُعالَج التهاب البروستاتا بجراحة.
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في التعريف
التهاب البروستاتا هو التهابٌ أو تورُّم يُصِيب أنسجة غدة البروستاتا، وقد ينشأ الالتهاب عن عدوى بكتيرية أو مشكلات أخرى، كما قد يكون حادًا ذا أعراضٍ شديدة، أو مزمنًا ذا أعراضٍ أخفّ وطأة.
أمَّا تضخُّم البروستاتا، فهو اضطرابٌ في خلايا البروستاتا؛ إذ تزداد أعداد الخلايا، بما يُؤدِّي إلى زيادة حجم البروستاتا، وإضعافها لوظيفة الجهاز البولي؛ إذ لا يمر البول بسهولة إلى خارج الجسم.
النقاط المشتركة بين التهاب البروستاتا والتضخم
يتشابه التهاب البروستاتا مع تضخمها في بعض النقاط، مثل:
- معاناة المريض من نفس الأعراض البولية، مثل: كثرة التبوُّل، والرغبة المُلحَّة في التبول.
- استخدام حاصرات ألفا في علاج التهاب البروستاتا المزمن، وكذلك تضخُّم البروستاتا.
- مستخلص البلميط المنشاري علاجٌ طبيعيٌ مُشترَك لكلا الاضطرابين.
أهم نقاط الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا
يفترق التهاب البروساتاتا عن التضخم في النقاط الآتية:
- التهاب البروستاتا مرضٌ التهابي، أمَّا التضخُّم، فخللٌ في بنية البروستاتا.
- الأعراض البولية أشدّ في حالة تضخم البروستاتا.
- قد ينشأ التهاب البروستاتا عن عدوى بكتيرية؛ تتسبَّب في ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
- يُمكِن علاج التهاب البروستاتا البكتيري بمضادات حيوية، أمَّا التضخم فلا.
الفرق من حيث الأعراض
ليس الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا كبيرًا في ناحية الأعراض، ومع ذلك فإنَّ لكل اضطرابٍ بعض الأعراض التي تُميِّزه عن الآخر.
أعراض التهاب البروستاتا
تضمُّ أهم أعراض التهاب البروستاتا ما يلي:
- ضعف سريان البول: يحتاج المريض إلى بذل جهدٍ إضافي؛ للاستمرار في التبول، خاصةً مع ضعف سريانه، وفي حالة التهاب البروستاتا المزمن، قد يضعف سريان البول بين فينةٍ وأخرى لا على الدوام.
- كثرة التبول: ينتاب المريض رغبة مُلحَّة في التبول؛ نتيجة التهاب البروستاتا؛ إذ هي مُجاوِرة للمثانة البولية، كما أنَّ هذا العرَض يحدث أيضًا مع تضخُّم البروستاتا.
- الحمى والقشعريرة: هذا عَرَضٌ خاصٌ بالتهاب البروستاتا، وتُشِير درجة الحرارة المرتفعة غالبًا إلى وجود عدوى بكتيرية وراء التهاب البروستاتا.
- آلام المفاصل والعضلات: هذا جزءٌ من العملية الالتهابية الموجودة في الجسم؛ إذ أورد بعض مرضى التهاب البروستاتا معاناتهم من آلام المفاصل والعضلات.
- ألم الحوض أو أسفل الظهر: تتورَّم البروستاتا حال التهابها، وقد يشعر المريض بألمٍ خلال فحص الطبيب لها، كما قد يُعاني المريض آلامًا في الحوض أو أسفل الظهر.
- إفرازات القضيب: في بعض الحالات فقط، ولا يحدث إلَّا إذا كان التهاب البروستاتا ناجمًا عن عدوى منقولة جنسيًا.
- الألم في أثناء التبوّل: يحدث ذلك إذا تزامن التهاب المثانة أو عدوى الجزء السفلي من الجهاز البولي مع التهاب البروستاتا.
- تكرُّر عدوى المسالك البولية: لا يُفترَض أن يُعانِي الرجل عدوى المسالك البولية كثيرًا، وتُعدّ عدوى المسالك البولية من مضاعفات التهاب البروستاتا، وحال تكرُّر العدوى، خاصةً لدى الذكور، لا بُدّ من استشارة الطبيب.
أعراض تضخُّم البروستاتا
ما زلنا نتناول الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا، وتشمل أهم أعراض تضخُّم البروستاتا ما يلي:
- كثرة التبوُّل: أحد الأعراض التي تظهر في مبدء تضخم البروستاتا؛ نتيجة اختلال السعة الاستيعابية للمثانة البولية؛ إذ تُصبِح البروستاتا كبيرة في الحجم.
- البوال الليلي: الاستيقاظ المُتكرِّر خلال الليل من الأعراض الخاصَّة بتضخُّم البروستاتا، كما يصعب على المريض أن ينام جيدًا خلال الليل، وفي الحالات الشديدة لا يُساعِد تقليل شرب الماء في تخفيف البوال الليلي.
- الرغبة المُلحَّة في التبول: تنتاب المريض رغبة مفاجئة ومُلحَّة في التبول مع تضخم البروستاتا، وهذا قد يُفضِي أحيانًا إلى سلس البول.
- ضعف تدفُّق البول: يلحظ أغلب المرضى ضعف وبطء تدفُّق البول عن المُعتاد، وقد يشعر بعضهم بعدم تفريغ المثانة كاملةً بعد الانتهاء من التبول.
- التردُّد والانقطاع: يحتاج مرضى تضخم البروستاتا إلى بذل جهدٍ للبدء في التبول، وهذا قد يكون ناجمًا عن احتباس بولي، كما أنَّ تدفُّق البول المُتقطِّع بدلًا من أن يكون مستمرًا من أعراض تضخم البروستاتا.
- تنقيط ما بعد التبوّل: هذا عَرَض خاصٌ بتضخم البروستاتا؛ إذ قد تبدأ قطرات البول في النزول بعد تدفُّق تيار البول الرئيسي، وبعد انتهاء المريض من التبول، وقد يُوصَف ذلك خطأً بسلس البول.
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في الأعراض
يشترك كلا المرضَين في أعراض الجهاز البولي السفلي، مثل كثرة التبول، والبوال الليلي، ويُعدّ ضعف تدفُّق البول أكثر بروزًا وشيوعًا في حالة تضخم البروستاتا، كما أنَّ تنقيط ما بعد التبول خاصٌ بتضخم البروستاتا.
أمَّا التهاب البروستاتا، خاصةً البكتيري، فقد يصحبه حمى وقشعريرة، آلام المفاصل والعضلات، أو إفرازات القضيب، وهذا لا يحدث مع تضخُّم البروستاتا.
أيضًا يُسبِّب التهاب البروستاتا ألمًا يشعر به المريض خلال فحص الطبيب للبروستاتا عبر المستقيم.
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا من حيث الأسباب
غالبًا ما يحدث التهاب البروستاتا إثر عدوى بكتيرية، لكن قد يكون الالتهاب حادًا أو مزمنًا، وأحيانًا قد يكون مجهول السبب.
قد ينشأ التهاب البروستاتا في أعقاب عدوى الجهاز البولي، أو نتيجة الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا.
أمَّا تضخُّم البروستاتا، فلم يتوصَّل الباحثون إلى سبب حدوثه، ويُظنُّ أنَّه مُرتبِط بتغيُّرات هرمونية لدى الرجل.
كيفية تشخيص التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا
يُجرِي الطبيب بعض الاختبارات والفحوصات لكشف الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا، ومعرفة أيّ المشكلتين هي ما يُعانِيه المريض، وذلك من خلال:
1- التاريخ المرضي
يُراجِع الطبيب مع المريض الأعراض التي عاناها من قبل، فقد تكون كافية لترجيح أحد المرضَين على الآخر بالنسبة إلى الطبيب.
2- فحص المُستقِيم بالأصبع
يُدخِل الطبيب إصبعه داخل المستقيم؛ لتقدير حجم وشكل البروستاتا، وما إذا كانت مُتضخمة، أو متورِّمة؛ إذ يكشف ذلك الاختبار علامات التهاب البروستاتا كأن يشعر المريض بألمٍ في أثناء الفحص، ويكشف كذلك تضخم البروستاتا.
3- اختبارات البول
تساعد اختبارات البول في رصد أي شيءٍ غير طبيعي في البول، كعلامات العدوى مثل وجود بكتيريا في البول، والتي تدل على التهاب البروستاتا قطعًا.
4- تحليل سائل البروستاتا أو السائل المنوي
قد يطلب الطبيب عيِّنة من سائل البروستاتا أو السائل المنوي؛ للتحليل، والتأكُّد من وجود ما يدل على العدوى من عدمه، فإن وُجد دليلٌ على العدوى، فثمّة التهاب البروستاتا غالبًا.
5- اختبارات تصويرية
تُسهِم الاختبارات التصويرية في تحديد حجم البروستاتا، والكشف عن أي انسداد، ومن أمثلة هذه الاختبارات:
- السونار.
- أشعة الرنين المغناطيسي.
- تنظير المثانة، الذي يساعد الطبيب على رؤية الإحليل والمثانة البولية من الداخل.
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في العلاج
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في العلاج أوسع من مُجرَّد الأدوية، وإنَّما لكل مرضٍ نهج علاجي خاصٌ به، كما يتضح فيما يلي:
علاج التهاب البروستاتا الحاد
يحتاج التهاب البروستاتا الحاد إلى علاجٍ فوري، خاصةً مع شِدَّة الأعراض، وظهورها المُفاجئ، ويُعالَج ذلك الالتهاب من خلال:
- المضادات الحيوية: تُوصَف للقضاء على العدوى البكتيرية المُسبِّبة لالتهاب البروستاتا، مثل: تريميثوبريم، أو أدوية الفلوروكينولون؛ إذ يزول التهاب البروستاتا في بضعة أيام، ومع ذلك ينبغي التقيُّد بالفترة العلاجية التي قرَّرها الطبيب؛ كي لا تعود العدوى مرةً أخرى.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: أدوية مُخفِّفة للالتهابات، ومُسكِّنة للآلام، وتساعد في تخفيف أعراض التهاب البروستاتا الحاد.
علاج التهاب البروستاتا المزمن
علاج التهاب البروستاتا المزمن شبيه بالحاد، لكنَّه يستغرق وقتًا أطول، ويحتاج إلى تناول عِدَّة أدوية، أهمّها ما يلي:
- المضادات الحيوية: فالبكتيريا أيضًا من أسباب الالتهاب المزمن، لكن قد يستغرق علاج العدوى وقتًا طويلًا، وقد تتجاوز مدة العلاج شهرين.
- حاصرات ألفا: لتخفيف الأعراض البولية المُصاحبة لالتهاب البروستاتا، وذلك مثل دواء تامسولوسين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: لتسكين الآلام المُصاحبة لالتهاب البروستاتا المزمن ( حتى لو لم يكن بكتيريًا).
علاج تضخُّم البروستاتا
لم يُسدَل الستار بعد على الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في العلاج، ويعتمد علاج تضخم البروستاتا على حالة المريض، الأعراض، ومدى التضخّم، كما يتضمَّن العلاج ما يلي:
- حاصرات ألفا: تُرخِي هذه الأدوية العضلات الملساء في الجهاز البولي، مِمَّا يُسهِّل تدفُّق البول، ويُخفِّف أعراض تضخم البروستاتا، ومن أمثلة هذه الأدوية تامسولوسين، ترازوسين، ودوكسازوسين.
- مضادات الكولين: تُفِيد المرضى الذين يُعانُون أعراض فرط نشاط المثانة، لكن لا ينبغي استخدامها أبدًا في ظل انسداد الجهاز البولي، ويُمكِن تناولها بجانب حاصرات ألفا مع توخِّي الحذر، ولا يكون أي من ذلك إلَّا تحت إشراف الطبيب.
- مُثبِّطات الفوسفوديستراز: بديل مناسب لحاصرات ألفا؛ إذ تساعد في ارتخاء العضلات الملساء، وتُخفِّف النشاط المفرط للجهاز العصبي اللا إرادي، المُسبِّب لكثرة التبول.
- الجراحة: لا تصلح الأدوية في كل الحالات، ومِنْ ثَمَّ يكون خيار الجراحة هو المُناسِب للتغلب على تضخُّم البروستاتا.
الفرق من حيث المضاعفات المحتملة
الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا في المضاعفات طبيعيٌ، فالتهاب البروستاتا ناجِم عن بكتيريا قد تنتشر إلى أماكن أخرى، أمَّا التضخم، فخللٌ في بنية البروستاتا.
مضاعفات التهاب البروستاتا
تشمل أهم مضاعفات التهاب البروستاتا ما يلي:
- تسمُّم الدم وانتشار البكتيريا في تيار الدم.
- خُرَّاج البروستاتا.
- خلل الوظيفة الجنسية.
- التهاب الأعضاء المُجاوِرة للبروستاتا.
- تراجع أعداد الحيوانات المنوية مع التهاب البروستاتا غير المصحوب بأعراض.
مضاعفات تضخُّم البروستاتا
أمَّا مضاعفات تضخُّم البروستاتا، فتشمل ما يلي:
- حصر البول الحاد.
- حصر البول المزمن أو طويل الأمد.
- نزول دم في البول.
- عدوى الجهاز البولي.
- تلف المثانة.
- تلف الكلى.
- حصى المثانة.
عادةً لا يُصابُ أغلب الرجال بمضاعفات تضخم البروستاتا، لكن تلف الكلى من المشكلات الخطيرة إذا حدثت.
متي تذهب إلي الطبيب؟
ينبغي زيارة الطبيب فور المعاناة من أعراض البروستاتا؛ لكشف الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا، وتشخيص أقرب سبب لأعراض المريض، كما يُوصَى بالتوجّه إلى الطبيب فور ظهور الأعراض الآتية:
- رغبة متكرّرة في التبوّل.
- نزول دم في البول أو السائل المنوي.
- ألم أو حرقة أثناء التبول.
- الاستيقاظ المُتكرِّر خلال الليل من أجل التبول.
- الألم أثناء القذف.
- تنقيط البول.
- ألم أو تيبّس أسفل الظهر، الورك، أعلى الفخذ، منطقة الحوض، أو منطقة المستقيم.
الخلاصة
يشترك التهاب البروستاتا والتضخم في معظم أعراض الجهاز البولي، مثل: كثرة التبوّل، والرغبة المُلحَّة فيه، لكن الفرق بين التهاب وتضخم البروستاتا يكمن في احتمال الحمى والقشعريرة مع الالتهاب، خاصةً أنَّه ينشأ عن عدوى بكتيرية غالبًا.
أمَّا تضخُّم البروستاتا، فلا تصحبه حرارة مرتفعة، وقد يُعانِي فيه المريض “تنقيطًا” بعد انتهاء التبول.
قد يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي مع تضخم البروستاتا إذا لم تنجح الأدوية في كبح جماحها، وتقليل حجمها، أمَّا التهاب البروستاتا فمُعتمِد على الأدوية.
المصادر