علاج الاعتلال الكلوي السكري

ليس مرض السكر زيادةً في مستويات السكر بالدم فحسب، بل إنَّ تأثيره مُمتدٌ إلى كافة أعضاء الجسم، وأحد أهم هذه الأعضاء، وأخطرها الكلى، إذ يُهدِّدها السكر ما دامت مستوياته مرتفعة في الدم لأوقاتٍ طويلة دون التزام المريض بضبط السكر لديه في الدم، فما هي طرق علاج الاعتلال الكلوي السكري المُمكِنة؟

المقصود بالاعتلال الكلوي السكري

  • نوع من مرض الكلى المزمن، والذي تتلف فيه الكلى؛ بسبب الإصابة بمرض السكر لفترةٍ طويلة.
  • يتسبَّب مرض السكر في ارتفاع مستويات السكر بالدم، وبمرور الوقت، يُؤدِّي هذا إلى تلف أجزاءٍ عديدةٍ من الجسم، مثل: الكلى.
  • يُعدُّ الاعتلال الكلوي السكري السبب الأول لمرض الكلى المزمن، والداء الكلوي بمراحله النهائية.


مراحل الاعتلال الكلوي السكري

يمر الاعتلال الكلوي السكري بمراحل عِدَّة، تبعًا لمُعدَّل الترشيح الكُبيبي (GFR)، والذي يُمثِّل انعكاسًا لوظائف الكلى:

  • المرحلة الأولى: يبدأ تلف الكلى، لكن ما زالت وظائفها طبيعية لم تتأثَّر، ويصل مُعدَّل الترشيح الكبيبي 90%، أو أكثر.
  • المرحلة الثانية: تلف الكلى مع البدء في فقد وظيفتها جزئيًا، إذ يهبط مُعدَّل الترشيح الكبيبي إلى 60 – 89%.
  • المرحلة الثالثة: ضعف الوظائف الخفيف، وحتى الشديد، ويبلغ مُعدَّل الترشيح الكبيبي 30 – 59%.
  • المرحلة الرابعة: فقد شديد لوظائف الكلى، وينخفض مُعدَّل الترشيح الكبيبي إلى 15 – 29%.
  • المرحلة الخامسة: القصور الكلوي، وهبوط مُعدَّل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 15%.
يتضمَّن علاج الاعتلال الكلوي السكري محاور عِدَّة

علاج الاعتلال الكلوي السكري

يتضمَّن علاج الاعتلال الكلوي السكري محاور عِدَّة ابتداءً من محاولة ضبط مستويات السكر في الدم، وصولًا إلى غسيل الكلى، أو زراعتها في الحالات الشديدة، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ طرق العلاج على النحو التالي:

1- التحكُّم في سكر الدم

ارتفاع مستويات السكر بالدم هو مصدر الخطر المُسبِّب لاحقًا للاعتلال الكلوي السكري، كما وُجِد أنَّ العلاج المُكثَّف قد يُعِيد الكلى إلى حالتها الطبيعية، خاصةً إذا لم تتضرَّر بشكلٍ بالغ، إذ تشمل الأدوية المُستخدَمة لضبط مستويات السكر في الدم لمرضى الاعتلال الكلوي السكري ما يلي:

مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز

تُقلِّل هذه الأدوية تكسير هرمونات الإنكرتين، والتي تُفرَز بعد تناول الطعام، لتحفيز إفراز الأنسولين.

  • مع انخفاض مُعدَل تكسير الإنكرتينات، يزداد نشاطها، ومِنْ ثَمَّ نشاط الأنسولين، مِمَّا يمنع زيادة مستويات السكر في الدم.
  • مثل: سيتاجليبتين، وليناجليبتين.

مثبطات ألفا غلوكوزيداز

  • تمنع تلك الأدوية تكسير السُّكريات داخل الأمعاء الدقيقة، مِمَّا يُبطئ امتصاص الجلوكوز بعد تناول الطعام.
  • مثل: أكاربوز.

مُثبِّطات الناقل المشارك صوديوم/جلوكوز

  • تستهدف هذه مُثبِّطات منع إعادة امتصاص الجلوكوز بواسطة الأنابيب الكلوية، ومِنْ ثَمَّ زيادة كمية الجلوكوز التي تخرج مع البول، وخفض مستوياته في الدم.
  • قد تُؤدِّي هذه الأدوية إلى هبوط ضغط الدم كذلك، إذ إنَّها تزيد كمية الصوديوم الخارجة مع البول أيضًا، ومِنْ ثَمَّ فهي ضمن علاج الاعتلال الكلوي السكري خاصةً لمن يُعانُون أيضًا ارتفاع ضغط الدم.
  • مثل: كاناجليفلوزين.

مُحاكيات الإنكرتين

  • تُعزِّز هذه الفئة الشعور بالشبع، وتُقلِّل الشهية، كما أنَّها تسمح بإفراز الأنسولين؛ للتعامل مع مستويات السكر المرتفعة في الدم.
  • مثل: إيكسيناتيد.

نظائر الأميلين

  • لدى مرضى السكري نقص في مستوى الأميلين الذي يُفرَز بالتوازي مع الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس.
  • عمل الأميلين مُكمِّل لعمل الأنسولين في ضبط مستويات السكر بالدم، وربَّما يُساعِد في تثبيط الشهية.
  • مثل: براملينيتيد.

2- علاج ارتفاع ضغط الدم

قد يصحب مرض السكري ارتفاعًا في ضغط الدم، ومعلومٌ أنَّ هذا الارتفاع يُسرِّع وتيرة الاعتلال الكلوي السكري، فكُلَّما هبط ضغط الدم 10 مم زئبقي، انخفضت مخاطر الإصابة بمضاعفات السكر، مثل: الاعتلال الكلوي السكري، بنسبة 12%.

وتضمُّ أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم ما يلي:

  • مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين: مثل: كابتوبريل، وتُعرقِل هذه الأدوية تحديدًا الاعتلال الكلوي السكري.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين: مثل: لوسارتان.
  • مُثبِّطات الرينين المباشرة: مثل: أليسكرين.

3- مضادات مستقبلات مينيرال كورتيكويد

أقرَّت إدراة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام دواء فينيرينون؛ للوقاية من القصور الكلوي، أو الداء الكلوي بالمرحلة النهائية، وذلك على وجه الخصوص في علاج الاعتلال الكلوي السكري.

4- تغيير العادات الغذائية

قد ينصح الطبيب بتغيير بعض العادات الغذائية حال الإصابة بأمراض الكلى، إذ ينبغي متابعة العناصر الآتية بدقة لديك:

  • الماء: حيوي، ولكن الإفراط في شرب الماء، أو السوائل قد يزيد خطر التورُّم، وارتفاع ضغط الدم.
  • أملاح الصوديوم: قد تُسبِّب ارتفاع ضغط الدم، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل تقليل كمية الأملاح في الطعام.
  • البروتينات: ربَّما لا تكون الكلى قادرة على طرد الفضلات خارج الجسم، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ الحصول على البروتين يزيد تراكم هذه السموم في الدم.
  • الفوسفور: مُتوفِّر في البروتينات، ومنتجات الألبان، وليست الكلى – حال تلفها – قادرة على إخراجه من الجسم، مِمَّا يُؤدِّي إلى زيادة مستوياته، وإضعاف العظام.

5- الغسيل الكلوي

يُعدُّ الغسيل الكلوي الخيار الأخير في علاج الاعتلال الكلوي السكري، إذ يلجأ إليه الطبيب إِنْ تراكمت السموم في الدم، ووصلت إلى مستويات خطيرة، أو انخفض مُعدَّل الترشيح الكبيبي دون 15%، إذ يؤدي الغسيل الكلوي وظيفة الكلى الطبيعية.


هل يمكن علاج الاعتلال الكلوي السكري بالجراحة؟

يُمكِن علاج الاعتلال الكلوي السكري المُتقدِّم، والذي سبَّب قصورًا كلويًا، بالجراحة، وذلك عبر زراعة الكلى بشرط وجود مُتبرِّع تتوافق أنسجته مع أنسجة المريض، إذ يحتاج المريض – حال زراعة الكلى – إلى تناول بعض الأدوية؛ لمنع رفض الجسم للكلى الجديدة، لكن يعيبها بعض الآثار الجانبية، مثل: زيادة فرص الإصابة بالعدوى.

الآثار الجانبية للعلاج

قد تُسبِّب الأدوية المُستخدمة في علاج الاعتلال الكلوي السكري بعض الآثار الجانبية، مثل:

  • انتفاخ البطن.
  • هبوط ضغط الدم.
  • زيادة فرص الإصابة بالعدوى مع نزول كميات كبيرة من السكر في البول (مُثبطات الناقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2)، مثل: التهاب المسالك البولية خاصةً لدى النساء.
  • قد تُسبِّب مُحاكيات الإنكرتين التهابًا بالبنكرياس.
لا يتعارض العلاج مع علاج السكري، إذ الهدف الأولي هو تقليل مستويات السكر بالدم.

هل علاج الاعتلال الكلوي السكري يتعارض مع علاج السكري؟

لا يتعارض العلاج مع علاج السكري، إذ الهدف الأولي هو تقليل مستويات السكر بالدم؛ لمنع تدهور الكلى، وفشلها في أداء وظيفتها، ومِنْ ثَمَّ فلا تعارض بينهما.

لكن قد يُلجأ إلى أدوية من فئات أخرى للتحكُّم في سكر الدم بدلًا من الأدوية التقليدية لعلاج السكري، مثل: مُثبِّطات الناقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2، أو نظائر الأميلين، أو غيرها، وكل هذه الأدوية، وإِنْ اختلفت سُبل عملها، لكنَّها في النهاية تخفض مستويات السكر بالدم.

هل يمكن الشفاء من اعتلال الكلى السكري؟

تهدف الطرق العلاجية المُختلفة إلى منع تدهور الكلى أكثر مِمَّا هي عليه حاليًا، أو حتى عرقلة ذلك مع الحرص على إبقاء مستويات السكر في الدم في مُعدَّلها الطبيعي، وقد تتطلَّب الحالات الشديدة زراعة الكلى.

هل إبر الأنسولين تؤثر على الكلى؟

لا يُؤثِّر الأنسولين على كلى الأصحاء، إذ لم يثبت له أي أثر على مُعدَّل الترشيح الكبيبي، أو نفاذية الألبومين، لكن قد يُعانِي مرضى السكري من النوع الثاني زيادة إفراز الألبومين مع البول مع زيادة مستويات الأنسولين بالدم.

الخلاصة

يكمن علاج الاعتلال الكلوي السكري في خفض مستويات السكر بالدم، وتهدف الأدوية، أو العادات الغذائية المُتَّبعة إلى وقف تدهور كلى مريض السكر، وإذا تفاقم الاعتلال الكلوي السكري، فقد يكون العلاج عبر الغسيل الكلوي، أو زراعة الكلى.

المصادر

Diabetic Nephropathy Treatment & Management

Diabetic nephropathy: stages and treatment

Renal effects of insulin in man

Scroll to Top