يزداد وهن الجسم بمرور الزمن، والتبول الليلي أحد أشكال ذلك الوهن لدى كبار السن، ومِنْ ثَمَّ أُجريت العديد من الأبحاث، والدراسات العلمية؛ للتوصُّل إلى السبب المباشر وراء هذه المشكلة، ومِنْ ثَمَّ علاج التبول الليلي للكبار بطرق صحيحة، فهلُمَّ بنا نتعرَّف على هذه الطرق.
جدول المحتويات
المقصود بالتبول الليلي عند الكبار
نزول البول لا إراديًا أثناء النوم، إذ يفقد بعض كبار السن القدرة على التحكُّم في المثانة البولية؛ لأسبابٍ عديدة.
الأسباب
تشمل أبرز أسباب التبول الليلي عند الكبار ما يلي:
1- الجينات
أظهرت العديد من الدراسات وجود بعض الجينات الفاعلة في التبوُّل الليلي، إذ وُجِد أنَّ من كان آباؤهم يُعانُون التبول الليلي للكبار، لديهم فرص الإصابة بنفس المشكلة بنسبة 77%.
2- اضطرابات هرمونية
تُفرِز الغدة النخامية الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وكما هو واضح من اسمه، فإنَّه يمنع خروج البول، كما يُفرِز الجسم هذا الهرمون طبيعيًا خلال الليل أثناء الاستعداد للنوم، مِمَّا يُساهِم في تقليل الحاجة إلى التبوُّل أثناء النوم، لكن قد يُعانِي البعض التبول الليلي؛ بسبب نقص مستويات الهرمون المضاد لإدرار البول.
3- سعة المثانة الوظيفية
قد تلعب السعة الوظيفية للمثانة دورًا في التبول الليلي للكبار، إذ لا تقدر المثانة على استيعاب كمية كبيرة من البول كما كانت في السابق في عُمر الشباب، ومِنْ ثَمَّ فقد يُواجِهون مصاعب التبول الليلي كثيرًا.
4- تضخُّم البروستاتا
عندما تزداد البروستاتا في الحجم، فإنَّها تضغط على قناة مجرى البول، مِمَّا يُصعِّب خروج البول من الجسم، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ المثانة تجد صعوبة في التخلُّص من البول بداخلها، إذ لا تُفرغه بشكلٍ كامل، مِمَّا يُؤدِّي إلى إعادة امتلائها بالبول سريعًا.
أضف إلى ذلك الجهد المبذول بواسطة عضلات المثانة البولية؛ لدفع البول تجاه مجرى البول الضيق، فإنَّ هذه العضلات تفقد مرونتها، ويُصبِح نشاطها مفرطًا، مِمَّا يُؤدِّي إلى رغبة مُلِحَّة في التبوُّل، تظهر غالبًا خلال الليل، لذلك من المهم الشفاء من تضخم البروستاتا.
5- مرض السكري
يُؤثِّر مرض السكر، خاصةً مع عدم ضبط مستويات السكر في الدم، على التبوُّل المُعتاد، إذ تزداد كمية البول مع ارتفاع مستويات السكر في الدم في مُحاولةٍ لطرد هذا السكر، واستعادة مستواه الطبيعي بالدم.
وقد يُؤدِّي ذلك إلى كثرة التبوُّل، وربَّما التبوُّل الليلي، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ علاج التبول الليلي للكبار في هذا الوضع يأتي عبر ضبط مستويات السكر في الدم أولًا.
6- اضطرابات عصبية
تزداد فرص الإصابة ببعض الأمراض العصبية مع التقدُّم في السن، مثل: مرض باركنسون، أو الخرف، وقد تُساهِم مثل هذه الأمراض في التبوُّل الليلي للكبار، إذ تضطرب العلاقة بين المخ، والمثانة البولية، ومِنْ ثَمَّ لا تكون السيطرة كاملة عليها.
ما هي عدد مرات التبول الطبيعي في الليل؟
الطبيعي أن يكون المرء قادرًا على النوم 6 – 8 ساعات دون الحاجة إلى التبوُّل، لكن إِنْ تكرَّرت الرغبة في التبوُّل أكثر من مرةٍ بالليل، فقد تكون بحاجةٍ إلى استشارة الطبيب لمعرفة السبب، والحصول على العلاج المُناسِب.
علاج التبول الليلي للكبار
يُمكِن علاج التبول الليلي للكبار بالطرق الآتية:
1- ضبط كمية السوائل
- قد يُساعِد الحد من شرب السوائل في وقت متأخر بعد الظهر، أو في المساء قبل النوم في تقليل كمية البول المُنتَجة خلال الليل، وهذه خطوة مبدئية بسيطة في إطار علاج التبول الليلي للكبار.
- أيضًا قد تُسبِّب بعض السوائل – خاصةً عند شربها ليلًا – كثرة الحاجة إلى التبوُّل، وتهيُّج المثانة، مثل: القهوة، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل تجنُّب مثل هذه المشروبات ليلًا.
- لا يعني ذلك التوقُّف عن شرب الماء، بل ينبغي ترطيب الجسم باستمرار، مع الانتباه إلى نوع، وحجم السوائل الأخرى التي يشربها المريض.
2- تدريب حجم المثانة
- تُساهِم هذه التمارين في تعزيز القدرة على التحكُّم في المثانة البولية، وكذلك زيادة حجمها لدى الأفراد الذين يُعانُون صغر سعتها الوظيفية.
- يتضمَّن هذا التدريب شرب كميات كبيرة من السوائل خلال النهار، والامتناع عن التبوُّل لأطولِ فترةٍ مُمكنة (حتى ساعتين، أو ثلاثة).
- تزداد سعة المثانة مع المواظبة على هذا التدريب، مِمَّا يُقلِّل عدد مرات التبوُّل، ومِنْ ثَمَّ علاج التبول الليلي للكبار، وقد تكون هذه الطريقة مُناسبة بشكلٍ أخص لمن يُعانُون فرط نشاط المثانة، ولا يُفضَّل هذا التدريب لكبار السن المُصابين بتضخُّم البروستاتا.
3- جهاز التبول اللاإرادي
- جهاز يُوقِظ الإنسان مع بداية تسرب البول، وتتوافر منه أنواع عديدة تعمل بطرق مُختلفة، وتعتمد فكرته على استيقاظ كبار السن، فما أن يستيقظ، فهو قادر على منع تدفُّق البول، والذهاب إلى المرحاض للتبوُّل، ثُمَّ استكمال النوم.
- يحتاج هذا الخيار العلاجي عِدَّة أسابيع؛ كي يعمل، ويعتاد عليه المريض.
4- جدول التبول الليلي
- على الرغم من أنَّ هذا الجدول لا يُعالِج المشكلة من جذورها، لكنه قد يُساعِد في تجنُّب بل الملابس، إذ يتضمَّن ضبط مُنبِّه أثناء الليل في وقتٍ عشوائي؛ للاستيقاظ والتبوُّل، ومِنْ المهم أن يكون الوقت عشوائيًا كي لا تعتاد المثانة إفراغ البول في نفس الوقت كل يوم.
5- العلاج الدوائي
- تُساهِم العديد من الأدوية في علاج التبول الليلي للكبار، وقد تُستخدَم الأدوية وحدها، أو بجانب أي وسيلة من الوسائل العلاجية الأخرى المذكورة سلفًا.
- تُقلِّل الأدوية عدد مرات التبوُّل الليلي الذي يُعانِيه كبار السن، لكن هذه الأدوية فعالة طالما يتناولها المريض، وقد يُؤدِّي الانقطاع عن تناولها إلى عودة التبوُّل الليلي مُجددًا، فهي ليست جذرية في العلاج، وإنَّما تُخفِّف الأعراض فحسب.
6- تحفيز العصب العَجُزي
- إذا أخفقت الطرق السابقة في علاج التبول الليلي للكبار، فقد يكون تحفيز العصب العجُزي هو الخيار المُناسِب، إذ تتواجد الأعصاب العجزية في أسفل الظهر، وهي مسؤولة عن النبضات الحسية، والحركية في الجزء السفلي من الجسم – متضمنة المثانة -.
- تُناسِب هذه الطريقة العلاجية كبار السن الذين يُعانُون التبول الليلي الشديد، أو المتوسط، إذ يُحفَّز العصب العجزي التحكِّم في المثانة البولية.
7- رأب المثانة
- عملية جراحية يُهدَف من خلالها إلى التعامل مع عدم استقرار المثانة، وزيادة سعتها، إذ تُفتَح المثانة جزئيًا، ثُمَّ يستخدم الطبيب جزءًا من أمعاء المريض؛ للوصل بين شِقَّي المثانة، وزيادة حجمها.
8- استئصال العضلة الدافعة للبول
- تبقى هذه العملية الجراحية أحد وسائل علاج التبول الليلي للكبار، إذ يستأصل الطبيب جزءًا، أو كامل الطبقة العضلية الخارجية للمثانة البولية، مِمَّا يُقلِّل قوتها، وعدد مرات التبوُّل تباعًا.
علاج للتبول الليلي للصغار
قد يكون الأطفال بحاجةٍ إلى علاجٍ سلوكي، أو تقليل كمية السوائل التي تشربه الأطفال خلال اليوم، وربَّما يكون التبول الليلي لديهم من أعراض التهاب المسالك البولية، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ تحديد طريقة العلاج المُناسِبة لهم يكون بعد تشخيصهم، والتوصُّل إلى سبب التبول الليلي الحقيقي.
علاج التبول الليلي للكبار لمرضى السكري
لا يختلف العلاج إذا كانوا مُصابين بالسكر عمَّا ذُكِر باستثناء اتِّباع بعض التعليمات؛ للحفاظ على مستويات السكر في الدم، مثل:
- متابعة مستويات السكر في الدم باستمرار.
- تجنُّب المشروبات السُّكرية.
- تناول أدوية السكر التي وصفها الطبيب.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تقليل تناول الكربوهيدرات.
هل يوجد علاج نهائي للتبول اللاإرادي؟
يُمكِن علاج التبول اللاإرادي نهائيًا، وذلك إِنْ كان وراءه سببٌ مباشر، سواء كان اضطرابًا هرمونيًا، أو عصبيًا، أو غير ذلك، إذ بعلاج السبب، ينتهي التبول اللاإرادي عادةً.
المصادر
